الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
48823 مشاهدة
4- وسطية أهل السنة في باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية

[ وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية ] .


(الشرح)* قوله: (وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية):
كذلك في باب أسماء الإيمان والدين في أحكام الدنيا، متى نسمي الإنسان كافرا ؟ ومتى نسميه مؤمنًا؟ فانقسم الناس أيضًا إلى أقسام:
فالخوارج قالوا: كل من عمل ذنبا ولو دون الشرك فهو كافر.
والمعتزلة قالوا: الذي عمل ذنبا دون الشرك نخرجه من الإيمان ولكن لا يصل إلى درجة الكفر.
والمرجئة قالوا: هو مؤمن كامل الإيمان، إيمانه كإيمان الملائكة وكإيمان الصحابة.
فهؤلاء في طرف وهؤلاء في طرف؛ فالمعتزلة والخوارج أخرجوه من الإيمان، وهؤلاء جعلوه كامل الإيمان، وعاملوه معاملة أكمل المؤمنين وأحبوه كما يحبون أكمل المؤمنين، ووالوه وقربوه، فصاروا في طرفي نقيض؛ هؤلاء يقاتلونه ويكفرونه ويستحلون سلب ماله ودمه، وهؤلاء يغالون فيه.
وتوسط أهل السنة وقالوا: هو مؤمن بإيمانه، فاسق بكبيرته، لا نخرجه من الإيمان، ولا نعطيه كمال الإيمان، ولا نحبه كمحبة المؤمنين الخلص، وهذا هو القول الوسط.