تشريف مكة وتحريمها لأنها محل بيت الله الحرام
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. لما أن الله شرفها أن جعلها محل بيته الذي أمر بتطهيره. أمر بذلك إسماعيل وأباه في قوله تعالى: وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وقال في سورة الحج: وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ فشرفت مكة بهذا البيت . ولما شرفت به جعلت مكة كلها ذات شرف، وجعلت حرما؛ أي لها حرمة ليست لغيرها، وجعلت آمنة سماها الله تعالى آمنة في قوله تعالى: وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ؛ يعني الذي يأمن أهله. فلما كان كذلك عرف بذلك فضيلته، فيبدأ الحاج عمله بطواف...