القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
فوائد من شرح منار السبيل الجزء الثاني
16669 مشاهدة
باب صلاة الاستسقاء

350\158 قال شيخنا -حفظه الله تعالى ورعاه آمين-
وتسمى الاستغاثة: من الغوث، وهو إزالة الكرب.

* * * 351\159 (ويخرج متواضعا متخشعا متذللا متضرعا).

قال شيخنا -حفظه الله ورعاه آمين-
شيخ الإسلام -رحمة الله تعالى عليه- يفسر العبودية بأنها غاية الحب مع غاية الذل.
* * * 352\159 (ومعه أهل الدين والصلاح والشيوخ).

قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
ولا أذكر دليلا في أنه -صلى الله عليه وسلم- رد أحدا.
هكذا قال شيخنا -حفظه الله آمين-.
إلا أنه يميل إلى قول الفقهاء ويستحسن تعليلهم، وأنه أقرب إلى إجابة دعائهم لصلاحهم.
* * * 353\159 (ويباح خروج الأطفال والعجائز والبهائم).

قال شيخنا -حفظه الله آمين-
وقد ورد في بعض التفاسير أن البهائم تلعن عصاة بني آدم وتقول: منعنا القطر بسببهم. ويقال: إن ذلك في قوله -تعالى- أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ .
* * * 354\159 (والتوسل بالصالحين).

قال شيخنا -حفظه الله تعالى-
كلمة التوسل في عُرف المتأخرين التوسل بذواتهم، وأما في عُرف المتقدمين، فالمراد به: التوسل بدعائهم.
* * * 355\159 (والتوسل بالصالحين).

قال شيخنا -حفظه الله-
وهكذا أطلقها مرعي والبهوتي والحجاوي
قال شيخنا: فلما نظرنا في أدلتهم وجدناهم يقصدون التوسل بدعائهم، لتوسل عمر والصحابة بالعباس أي بدعائه.
فائـدة:
ومما يرد به على من أجاز التوسل بالأموات، أن عمر -رضي الله عنه- أمر العباس أن يستسقي، ولم يستسق بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وكذلك الصحابة لم يستسقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
فائـدة:
أما حديث: أسألك بحق السائلين فليس فيه دلالة، والحديث ضعيف، ولو ثبت فالمراد به ما جعلته حقا على نفسك من استجابة دعوتهم.
فائـدة:
قال شيخنا -حفظه الله تعالى-
وذكر لنا بعض المشايخ أن رجلا عنده بستان، وتأخر المطر عنه، فطلب من أهل البلد أن يستسقوا فرفضوا، فجمع ولده ثم خرج وصلى بهم ركعتين، ثم قلب رداءه ودعا وتضرع، وفي مساء ذلك اليوم أنشأ الله سحابة فأمطرت بجانب شعب من داره، فجاء الماء غزيرا إلى أن شرب نخله وامتلأ، ثم خرج الماء إلى نخل جاره، فلما وصل -الماء- إلى خمس نخلات وشربن توقف المطر.
* * * 356\160 (ويدعو بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ...).

قال شيخنا -حفظه الله تعالى آمين-
وأكثر من رأيت ممن جمع أدعية مرفوعة لخطبة الاستسقاء الشافعي في الأم.
* * * 357\161 (وإن كثر المطر حتى خيف منه، سُنَّ قوله: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر ) .

قال شيخنا -حفظه الله ورعاه-
الآكام هي: جمع أَكَمَة، وهي الجبل الصغير.
الظراب هي: الجبال الممتدة غير المرتفعة.
* * * 358\162 قال في الفروع: وإضافة المطر إلى النَّوْء دون الله كفرٌ إجماعًا.
قال شيخنا -حفظه الله تعالى-
الأنواء هي: مطالع النجوم.
وناء بمعنى طلع. كلما غاب نجم طلع نجم.
* * *