لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
77081 مشاهدة
اعتقاد أهل السنة بأن الله هو الأول

...............................................................................


يعتقد أهل السنة بأن الله تعالى هو الأول, في حديث الدعاء قال -صلى الله عليه سلم- أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء الله هو الأول من غير بداية، وهو الآخر من غير نهاية، وهو الخالق وغيره مخلوقون، وهو الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون، وهو الذي لا يحصى عدد كلامه ولا عدد خلقه، قال الله تعالى: وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لو أن شجر الدنيا من أولها إلى آخرها صار أقلاما يكتب به، وأن البحار الموجودة ومعها مثلها سبع مرات، البحر معه مثله سبعة أبحر، فكتب بتلك الأقلام وبذلك البحر بذلك المداد لتكسرت الأقلام ولنفدت البحار قبل أن ينفد كلمات الله، وكيف تنفد وهي ليس لها بداية ولا نهاية، والمخلوقات لها بداية ولها نهاية، والبحار لها بداية ولها نهاية.
فلذلك تبين أن ربنا سبحانه وتعالى هو الخالق وما سواه مخلوقون، وأنه أزلي قديم لم يسبق بعدم، ولم يحتج إلى من يوجده قبله، فهو القديم الذي هو الأول فهو الذي أوجد هذه المخلوقات التي يشاهدها الخلق، مع عظمها ومع عظم ما حولها.
هذا هو الذي يجب أن يعتقده المسلم، ولا يجوز أن يخوض في ما قبل هذا الكون ولا في نهايته، نحن نعجز بأفكارنا أن نعرف نهاية هذه الأكوان، ونقول: ليس لها نهاية, ليس لهذا الكون نهاية؛ إذا مثلا فكرنا في السماوات العليا وما فوقها ماذا تنتهي له، وكذلك ما تحت الأرض إلى أي شيء تنتهي لا ندري ما نهايتها، وقد يقال: إنه ليس لها نهاية ليس لهذه الدنيا وليس لهذا الجو نهاية ينتهي إليه.