اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
81776 مشاهدة
مناقشة المعتزلة في نفيهم لصفات الله

وقد ناقش شيخ الإسلام وغيره من العلماء شبهات المعتزلة. من شبهاتهم يقولون: إننا إذا قلنا: إنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم كنا نزهناه عن صفات المخلوقين، فيقال لهم: إذا نفيتم هذه الصفات لزمكم إثبات ضدها؛ فإن نفي الصفة لا بد أن يحل بدلها ضدها، فإذا نفيتم السمع؛ وصفتموه بالصمم، وإذا نفيتم البصر؛ وصفتموه بالعمى، وإذا نفيتم العلم؛ وصفتموه بالجهل، يتعللون ويقولون: إنما يكون كذلك لو كان قابلا، وأما الذي ليس بقابل فإنه لا يوصف بأحد الضدين، يقولون مثلا: لا يقال للجدار: إنه أصم ولا إنه سميع؛ لأنه ليس بقابل، ولا أنه عالم ولا جاهل؛ لأنه ليس بقابل، فنقول لهم: قد شبهتم الله -تعالى- بالجماد، وهو منزه عن مثل ذلك أي: عن أمثال ذلك؛ يعني: منزه عن مشابهة المخلوقات، ولما قالوا: إنه لا يوصف بالإثبات ولا بالنفي صاروا يشبهونه بالممتنعات، فشبهوه أولا: بالمخلوقات، ثم زادوا وشبهوه بالمعدومات، ثم زادوا وشبهوه بالممتنعات، ففروا من التشبيه، ووقعوا في ما هو شر منه؛ التشبيه بالمستحيلات.
مناقشتهم: توجد في الكتب المطولة والمختصرة كالتدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية وغيرها من كتب أهل العلم.