اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
81850 مشاهدة
الشهادة بالتوحيد لله تعالى

وبعد إنـي بـاليقـين أشـهــد
شهــادة الإخـلاص ألا يعبـــد
بالحـق مألوه سـوى الرحـمـن
من جل عـن عيب وعـن نقصـان
هذه هي شهادة الحق، هي شهادة أن لا إله إلا الله، يقول إني أشهد بها شهادة اليقين، اليقين هو: الجزم بالشيء يعني إني موقن بها، قال النبي -صلى الله عليه وسلم: من قال لا إله إلا الله مُستيقنا بها قلبه دخل الجنة ؛ وذلك لأنه إذا استيقن قلبه، وامتلأ قلبه باليقين الذي لا يخالطه شك؛ فلا شك أنها تدفعه إلى التوحيد، وتحميه عن الشرك.
وكذلك قوله: ( شهادة الإخلاص )، (الإخلاص) هو في الأصل: تصفية الشيء، ومنه تخليص الشيء عما يخالطه، وإخلاص العبادة لله تعالى ألا يصرف منها شيء لغيره، ومنه قوله تعالى: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ وفي قوله: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ .
(ألا يعبد بالحق مألوه سوى الرحمن)؛ يعني أشهد بأنه لا أحد يستحق العبادة إله غير الرحمن، قال: لا يعبد؛ يعني بنوع من أنواع العبادة، ثم قيد ذلك بالحق، لا يعبد بالحق؛ وذلك لأن هناك معبودون؛ ولكنهم معبودون بغير الحق، الأوثان التي تعبد لا تعبد بالحق ولكنها تعبد بغير الحق أي بالباطل.
وقوله: (مألوه) المألوه هو: المعبود، والإله هو: الذي تألهه القلوب، أي تحبه وتعظمه وتخافه وترجوه؛ أي ليس هناك من تألهه القلوب محبة وقبولا ورضا وخوفا ورجاء وتوكلا سوى الرحمن؛ أي إلا الرحمن من أسماء الله تعالى الرحمن رحمة عامة لجميع خلقه، والرحيم رحمة خاصة بالمؤمنين.
نزه ربه بعد ذلك:
.....................................
من جل عـن عيـب وعن نقصـان
أي تقدس وتنـزه وتعالى وجل عن أن يلحقه في صفاته عيب أو نقصان؛ يعني موصوف –سبحانه- بصفات الكمال التي ليس فيها عيب كما نزه نفسه عن النقائص كقوله تعالى: لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ وقوله: لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ .