إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
الثمرات الجنية شرح المنظومة البيقونية
35141 مشاهدة
الحديث المدبج

وَما رَوى كلُّ قرينٍ عن أخِهْ مُدبَّج فاعرِفـهُ حَقـا وانتَخِه
الحديث المدبَّج:
قوله:
(وَما رَوى كلُّ قرينٍ عن أَخِه... مُدبَّج فاعرِفهُ حَقا وانتَخِهْ).


وأما (المُدَبَّجُ) فهو أن يروي الراوي عن زميله، وتسمى رواية الأقران، وهم الذين يشتركون في زمن واحد وفي أُستاذ واحد، ويشتركون في الرواية عن شيخ فيسمون أقرانا ، مثل محمد بن بشار ومحمد بن المثنى زميلان، فسِنُّهُما متقارب، وهما تلميذان لمحمد بن جعفر المسمى بغندر، فيُقال فيهما قرينان، فإذا روى محمد بن بشار عن ابن المثنى فهذا هو المدبج، أي: أن يروي الزميل عن زميله حديثا، والزميل الثاني يروي عن زميله محمد بن بشار عن محمد بن المثنى، ثم روى محمد بن المثنى عنه حديثا آخر، يعني: روى هذا حديثا وهذا حديثا، فمثلا الإمام أحمد زميل ليحيى بن معين ومع ذلك قد روى يحيى عن أحمد وروى أحمد عن يحيى، حيث وجد أحمد عند يحيى أحاديث ما حصل عليها من مشايخه الذين لقيهم وسافر إليهم، ووجد يحيى أحاديث عند أحمد ولم يدرك مشايخه الذين روى عنهم أو روى عنهم غيرها، فقال يحيى حدَّثنا أحمد بن حنبل، حدّثنا محمد بن جعفر مثلا، وقال أحمد: حدّثنا يحيى بن معين، حدّثنا وكيع بن الجراح، فهذا هو المدَبَّجُ.
رواية الأقران:
أما لو روى واحد عن الثاني ولم يرو الثاني عن الأول فإنه يسمى أقرانا، فالأقران رواية واحد عن قرينه، فإذا روى كل منهما عن زميله أصبح اسمه مدبجا، أي: أن هذا وجد أحاديث عند شيخ له ما وجدها الآخر عند شيخه.
فمثلا إذا كان عندنا الزميلان: عبد الإله ومحمد، زميلان في الوقت الواحد، ولكن عبد الإله اتصل بمشايخ حدَّث عنهم وما اتصل بهم محمد، فاحتاج محمد أن يروي تلك الأحاديث عن عبد الإله، فيقول: حدثنا عبد الإله عن شيخه فلان، وعبد الإله وجد أحاديث عند محمد عن مشايخ قد أدركهم ولكن ما روى عنهم تلك الأحاديث، فاحتاج أن يرويها عنهم بواسطة، فيقول: حدّثني زميلي محمد، عن شيخه فلان، وهو شيخهما، لكن ما استطاع أن يأخذ عنه هذا الحديث، أي أن كليهما قد أخذ عن ذلك الشيخ، ولكن محمد وجد عند ذلك الشيخ أحاديث ما بحث عنها عبد الإله، فلأجل ذلك انفرد بها، ولما سمعها عبد الإله عن زميله قال: فاتتني عن شيخي، فآخذها منك أي آخذها عن شيخي بواسطتك، وكذلك محمد وجد أحاديث عند عبد الإله عن شيخهما أيضا فقال: فاتتني تلك الأحاديث عن شيخي ما سمعتها منه، لكن آخذها منك وأرويها بواسطة زميلي للحاجة، فينزل درجة، فيقول: حدّثنا عبد الإله عن شيخنا فلان.