الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
الفتاوى الشرعية في المسائل الطبية (الجزء الأول)
98278 مشاهدة
شخص يتكرر منه خروج المذي فكيف تكون طهارته

س: شخص صلى وبعد الصلاة وجد على فرجه مذيا وهذا يتكرر عليه كثيرا، فهل يعيد الصلاة؟ وكيف تكون طهارته وصلاته، وما وضع صلاة الجماعة بالنسبة له، حيث أن خروج المذي يتكرر منه باستمرار وبدون شهوة، ويحصل له ذلك أيضا بعد البول؟ فماذا يفعل بملابسه؟
ج: يعتبر هذا حدثا دائما كسلس البول، فيلزمه الوضوء لكل صلاة؛ لأنه من نواقض الوضوء لكونه خارجا من السبيل، وإذا خرج وهو في الصلاة فلا يعيد ولا يقطع الصلاة؛ لأنه يخرج بدون إرادته، ولا ينجس الملابس وهو في الصلاة، لكن بعد الصلاة عليه أن يتوضأ للوقت الثاني إن وجد منه شيء بعد الأولى، وأن يطهر ملابسه للصلاة بعدها، وأن يحاول التحفظ بلبس وقاية تحفظ التلوث حتى لا يلوث ثيابه، وله أن يصلي مع الجماعة كمأموم ولا يكون إماما وهو بهذه الحال لنقص طهارته، وعليه السعي في علاج نفسه، والله أعلم.