إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
23408 مشاهدة
موقف الملك عبد العزيز مع أهل الحسبة

ذكر لنا الشيخ عبد العزيز بن رَشِيد رحمه الله أنه كان ممن فتح مكة وممن حارب الأشراف والترك في.. البقعة المشهورة في جُدَّة إلى أن فُتِحَتْ جُدَّة وفتحت مكة .
كان أهل مكة قد بقوا عدة سنين؛ عشرات السنين وهم في دولة الترك في أعمال شِرْكِيَّة، وكذلك ترك الطاعات، وفعل محرمات، وبدع ومُحْدَثات. يقول: فقال لنا الملك عبد العزيز رحمه الله: أريد أن أوظفكم في مكة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فاشترطنا عليه ثلاثة شروط.
الشرط الأول: أن يعطينا الصلاحية، فقال: لكم الصلاحية؛ فإنكم أهل علم وأهل معرفة.
الشرط الثاني: أن تتحملوا خطأنا إذا أخطأنا، ولو في قتل! تتحملون ذلك، وتدفعون عنا ما يلزمنا؛ فقال: سوف نتحمل، ولو قتلتم نصف أهل البلد!!
الشرط الثالث : أنك لا تسمع فينا المقالات، ولو أطبق أهل مكة على شكوانا؛ لا تسمع منهم، ولا تقبل منهم؛ فَقَبِلَ ذلك، وأعطانا شروطنا، إذ كنا نُدَاهِمُ البيوت، ونجد فيها من لا يصلي فنعاقبه، ونجد في الدكاكين أكياس التبغ الدخان فنحرقه.
ومن وجدناه يشرب الدخان في الأسواق جلدناه أربعين جلدة كلما رأيناه، وكذلك هدمنا جميع المزارات.. وجدنا عندهم مكانا يدعون أنه مولد علي يتمسحون به في شعب علي فدخلنا وهدمناه.
وكذلك أيضا المكان الذي يقولون: إنه مولد النبي؛ دخلنا عليه، ومسحنا أثره، وهكذا أيضا قبورٌ وجدناها في المكان الذي يقال له حارة الباب وكذلك الحفائر، وما حولها أزلنا ما فيها من المعابد..كان فيها مزارات، وفيها قبور يَدَّعُون أنها قبور أولياء، فأتلفناها.
وكثرت فينا الشكايات، وأننا نتهور، ونتسرع، ونفعل، ونفعل!! ولكن لا يقبل فينا كلاما، ويقول: أعرف أنكم أهل علم، وأهل ثقة، وأهل ديانة، وأنكم لا تُنْكِرُون إلا ما هو منكر؛ فكان هذا سببا في تطهيرها... تطهيرها في الظاهر، وأما في الباطن فإن قلوبهم تغلي حقدا علينا!! يكادون أن يبطشوا بنا!! ولكن الله تعالى نصرنا.
وهكذا إلى الآن وهم يحقدون علينا، ولا نبالي إذا كنا لا نقول إلا الحق. بكل حال هذا هو الواجب، أن يُسْعَى في الدعوة إلى الله تعالى، وفي الأمر والنهي؛ حتى يتمكن الخير، ويُذَلَّ أهل الشر. والله تعالى أعلم. وصلى الله على محمد .