اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
فتن هذا الزمان وكيفية مقاومتها
13017 مشاهدة
7- فتنة الدعاية غير المباشرة

ومن الفتن الدعاية غير المباشرة وهي كثيرة يبثها الكفرة والعصاة في إذاعاتهم وصحفهم وكتبهم ونشراتهم؛ فيتلقاها السذج والجهلة من الناس، فيعتمدونها، ويعتقدون صحتها، وينخدعون بها، ثم يبثونها في إذاعاتهم ويمدحون معتقداتهم وعباداتهم ويمدحون منتجاتهم، وينشرون ذلك في مؤلفاتهم وفي صحفهم، ويصورون ما أنتجوا وما صنعوا!
وكذلك أيضا قد يمدحون أديانهم، ويذمون ديننا، وينتقصون من عقيدتنا ومن حالاتنا، ويسخرون بنا ونحن لا نشعر!
والكثير يتلقى ذلك، فيسمعه يذاع، ويقرأه في كتبهم وفي صحفهم.
وذلك من الفتنة العظيمة التي قد يتلقاها جاهل ليس معه سلاح، أو أدلة يقاوم بها هذه الدعايات وهذه الشبهات، فتنصبغ تلك الشبهات في قلبه، ويصعب عليه التخلص منها! فإذا ما أصابته تلك الشباك وهذه الفتنة العظيمة، وهي فتنة الدعاة والعصاة والمغرضين والمبتدعين ونحوهم في إذاعاتهم ومطبوعاتهم، إذا ما أصابته تلك الشباك فإنه لا ينجو منها إلا من يملك إدراكا واعيا، ومعرفة كاملة، فينتقدها ويبين للناس الأخطاء التي تضمنتها واشتملت عليها.