اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
shape
شرح رسالة أبو زيد القيرواني
70501 مشاهدة print word pdf
line-top
اكتمال الإيمان وتحققه


لا يكمل قول وعمل الإيمان إلا بالنية
ولا قول وعمل إلا بنية، ولا قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة؛ يعني أن القول والعمل قد لا يُقْبَلُ، فمن تكلم مثلا يُرَائِي الناس؛ يعني ذَكَرَ الله حتى يُمْدَحَ، أو صَلَّى يرائي الناس، نيته ليست نية صالحة، ما نفعه قوله، ولا عمله.
لا يكمل قول وعمل ونية الإيمان إلا بموافقة السنة
وكذلك لا قولَ وعملَ ونيةَ إلا بموافقة السنة: فمثلا الذي يعمل ويتكلم ونيته صادقة ولكن عمله مبتدع هذا أيضًا لا ينفعه، ولا يُكْتَبُ له به حسنات، فالكثير من الناس الذين يسعون في البدع ونيتهم يقولون: نيتنا صادقة! نقول: إنهم على باطل.
يقول مثلا: أنا أتبرك وأتمسح بهذا القبر الذي هو قبر وَلِيٍّ من أولياء الله، نيتي صادقة، وهو أنه رجل صالح! نقول: هذا مخالِفٌ للسنة، أو يقول مثلًا: أنا أبني على هذا القبر، وأشيده وكذلك أضع عليه سِرَاجًا وأكتب عليه كتاباتٍ حتى يترحم عليه الناس، يقولون: هذا قبر ولي! نقول: إنك مخالِفٌ للسنة. وكذلك لو قال: أنا أصلي الظُّهْرَ خَمْسَ ركعات، زيادة ركعة أو نحوها! نقول: إنك مخالِفٌ للسنة، ولو كنت تريد الأجر!
أو: أصلي المغرب أربعًا أو نحو ذلك! أو أصلي مثلا الفجر في الضحى! أو أصلي العصر في الليل! نقول: إنك مخالف للسنة.
هذا مسألة الإيمان، أطال فيها العلماء، وقد كتب فيها شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كتابه الكبير والصغير؛ كتاب الإيمان الكبير، وكتاب الإيمان الصغير أو المتوسط والصغير، ولكن قالوا: إن الصغير مختصر من الكبير، فهو أوسع مَنْ كتب في ذلك.

line-bottom