إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
اللقاء المفتوح
6365 مشاهدة
التَّنَفُّل

كذلك يحرص المسلم أيضا على التَّنَفُّل؛ التقرب إلى الله تعالى بنوافل الصلوات . إذا تقدمتَ إلى المسجد قبل الأذان بدقائق، أو وقت الأذان فإنك تصلي ركعتين؛ تسليمةً أو تسليمتين، أو أكثر، حتى تحظى بالأجر، وحتى يُعْظِمَ الله لك الثواب، فإن هذه سنة مُرَغَّبٌ فيها في كل وقت، ولكن في هذه الأيام الأجر يكون أكبر؛ حيث إنها في أيام المضاعفة؛ فركعتان يمكن أن تكون بعشرين ركعة، أو بمائة ركعة في سائر الأيام، وهذا خير كثير، وذلك لمضاعفة الأجر.
كذلك أيضا يَتقرب بما تيسر من النوافل؛ إذا قدرتَ على أن تصلي بالليل- في أوله، أو وسطه، أو في آخره- فإن هذا من العمل الصالح. وهكذا أيضا صلاة الضحى إن تيسرت، أو ما أشبه ذلك.