إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
الشباب والفراغ
11875 مشاهدة print word pdf
line-top
أهمية الوقت

إن أهمية الوقت معلومة عند كل إنسان، ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره، وهو أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، فإذا عرف الإنسان أن هذه الأيام هي رأسماله، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها، وألا يضيعها، فإن الإنسان إذا كان معه نقود وأخذ يضيع بعضها، فيذهب كل يوم جزء منها، فإنه لن يأمن أن تتلاشى ويبقى صفر اليدين، ليس معه رأس مال، وكذلك الوقت الذي هو ساعاته وأيامه ولياليه، لا بد أن يستغله، ويحرص على الاستفادة منه، ليكون بذلك رابحا.
ذلك أن الإنسان إذا استغل رأسماله وأخذ ينميه، بقي رأسماله وربح، فكذلك نقول: إن رأس المال للإنسان هو أيامه ولياليه، وعليه أن يستغلها، وعليه أن يحرص أن يكون هذا الاستغلال فيما ينفع ويفيد.
ولقد احتج الله على عباده بأن مد لهم في الأعمار، يقول تعالى مخاطبا أهل النار: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ [فاطر: 37].

أي: أما أعطيناكم أعمارا، وكان فيها متسع لأن تتذكروا وتتعظوا؟ فماذا قدمتم في هذه الأيام وهذه الأعمار؟!
إن عليك أيها الإنسان أن تعلم أنك محاسب على كل وقت يمضي عليك، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به .
فانظر كيف جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- سؤالين عن العمر؟ وكيف خص الشباب؟!
فلا بد أنك مسؤول كيف استعملت هذه الأيام؟ وفي أي شيء أضعتها؟ وهل أضعتها فيما يضرك؟ أو فيما لا فائدة منه؟
فإن كنت قد أنفقتها فيما هو مفيد ونافع، فإنك ستربح وتجد الثمرة، أما إذا كنت قد أنفقت أيامك فيما يضر، فإنك حينئذ لن تملك جوابا!!

line-bottom