لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
الجهل وآثاره
26341 مشاهدة print word pdf
line-top
اقتناء آلات اللهو والاستماع للغناء

وهناك من انهمكوا في آلات اللهو فملؤوا البيوت من الأغاني أو آلات الغناء المحرمة التي يقصدون كما يزعمون بها التسلية والترفيه عن النفس، وكما يقولون تنشيط البدن والقلب، ولا شك أن هذا ليس بصحيح بل هو باطل، فإن الغناء سماعا أو رؤية أو مشاهدة سواء كان سماعا من مغن يتغنى به أو أن الإنسان نفسه يغني ويقرأ الشعر بترنم، أو يسمعه من أشرطة أو من أفلام أو ما أشبه ذلك لا شك أنه محرم ولهو، لكن الذي أوقعهم فيه هو الجهل ، وذلك لأنهم رأوا كثرة من يفعله وأعرضوا عن سماع النصائح ولم يشتغلوا بقراءة الكتب التي تحذره وتبين حكمه وادعوا أنه حلال، فأنت تسأل العشرات فيقولون حلال مباح لا بأس به، وكأنهم ما قرأوا شيئا مع كثرة ما ينشر فيه، ومع كثرة ما يطبع من المؤلفات والكتب المتقدمة والمتأخرة ، ولكن هؤلاء الذين وقعوا فيه يدعون أنهم معذورون وليسوا بمعذورين، وذلك لكثرة من كتب فيه من العلماء المتقدمين والمتأخرين، وبينوا الأدلة على تحريمه وعلى آثاره السيئة فبسببه - والعياذ بالله - حصل الفجور أو هو من أكبر أسباب الفجور الذي قد انتشر وهو الزنا - والعياذ بالله - فكل واحد يعرف أنه حرام، ولكن له دوافع وله مسببات وله مبررات هي : مشاهدة هذه الصور الخليعة، وسماع تلك الأغنيات الفاتنة التي تسمعها المرأة فتشتاق ، أو يسمعها الرجل فتثور شهوته، فيكون ذلك من الأسباب الدافعة لكثير منهم إلى فعل الفاحشة مهما استطاع ، نقول لا شك أن هذا كله بسبب الإعراض عن ما كتبه العلماء أو عن ما ذكروه وما أشبه ذلك. ومعلوم أن شريعة الله -تعالى- كاملة، وفيها بيان كل ما تمس إليه الحاجة وكل ما يحتاج إليه الناس ثم قد يسر الله علماء أجلاء خدموا هذه الشريعة، وأوضحوا الأحكام منها، وبينوا ما فيها من الحلال والحرام، وكتبوا ذلك ونشروه ودعوا إلى تعلمه وتفهمه، فلا عذر لأحد في أن يبقى معرضا أو في أن يبقى جاهلا.
.

line-bottom