شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
48136 مشاهدة
معنى القدر

[وتؤمن الفرقة الناجية من أهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره] .


(الشرح)* قوله: (وتؤمن الفرقة الناجية من أهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره):
من أركان الإيمان: الإيمان بالقدر خيره وشره والقدر يراد به التقدير؛ ومعناه : تحديد الشيء بمقدار، وقد ذكر الله القدر في قوله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر: 49] وقال تعالى: وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا [الفرقان: 2] والمعنى: أن حوادث الدنيا مقدرة وما يكون وما يحدث، فليس للإنسان عنه مفر ولا مهرب؛ لأنه قد كتب عليه قبل أن يخلق، وسيأتي دليل ذلك من أن الله تعالى إذا خلق الجنين أمر الملك بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد، أي تقدير الأشياء وتحديدها في أماكنها وفي أوقاتها.
فعلم الله تعالى عدد الخلق قبل أن يخلقهم، وعلم أعمال الخلق وما سوف يعملون، ومن يكون منهم أهل الخير ، ومن يكون من أهل الشر، ومن هو سعيد أو شقي، علم ذلك قبل أن يخلقهم. وهذا سبب تسميته قدرًا، وقد تكاثرت الأحاديث في الأمر بالإيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومُرّه، وبيان أصل القدر.