إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
75818 مشاهدة print word pdf
line-top
3- وسطية أهل السنة في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية

[ وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم ] .


(الشرح)قوله: (وهم وسط في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم ):
وكذلك في باب وعيد الله انقسم الناس إلى أقسام:
* قسم قالوا: العصاة الذين يموتون على المعصية في النار ولا يخرجون منها، ولا تغفر ذنوبهم إذا ماتوا وهم مُصرون عليها، ولو كانت ذنوبهم دون الشرك، فلن يغفر لهم بل هم مخلدون في النار، وهذا قول الخوارج الحرورية، وقول المعتزلة الذين يخلدون بالكبائر.
* القسم الثاني: المرجئة، الذين يقولون: لا يضر مع التوحيد ذنب إذا كنت موحدا فأكثر من الذنوب، ولا تضرك كبائرها وصغائرها، ما دام أنك موحد، فكثر من الذنوب وليس عليك منها ضرر، وفي ذلك يقول شاعرهم:
وكثر ما استطعت من الخطايا إذا كـان القـدوم على كريم

فطائفتا المرجئة والوعيدية في طرفي نقيض، هؤلاء يقولون: الذنب يخلد به في النار، وهؤلاء يقولون: الذنوب ولو كثرت لا تضر.
*وتوسط أهل السنة وقالوا: الذنوب التي هي دون الشرك مُتَوَعَّد عليها، فتارة يغفرها الله إذا شاء، وتارة يدخل أصحابها في النار ويعذبهم بقدر ذنوبهم، ثم يخرجهم منها إذا شاء، وهذا هو القول الوسط؛ وهو أنهم لا يخلدون في النار كقول المعتزلة والحرورية، ولا يحكم لهم بالنجاة، فيقال: أكثروا منها ولا تضركم كقول المرجئة، بل يخاف عليهم ويرجى لهم.

line-bottom