قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
100 سؤال وجواب في العمل الخيري
28613 مشاهدة print word pdf
line-top
تقريظ فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين... وبعد:
فقد وصلتني أسئلة دينية من فضيلة مدير هيئة الإغاثة الإسلامية بالأحساء الشيخ أحمد بن حمد البوعلي وقد وجدت تلك الأسئلة جيدة ومفيدة من علماء وطلبة علم مفكرين، يقصدون الحق ويحبون الفائدة، ومعلوم أن أجوبة تلك الأسئلة توجد غالبًا في كتب العلماء المتقدمين والمتأخرين مبسوطة أو مختصرة، ولكن قد يكون لها شيء من الأسلوب أو الصياغة التي تخالف مفهوم الطلاب، أو ينقص فهمهم عن تصورها، وقد يكون بعضها متجددًا في هذه الأزمنة للتوسع في الأمور العادية والكمالات التي أصبحت من الضروريات، فنجيب عنها بحسب ما نعرفه في المؤلفات القديمة، وما سمعناه من مشايخنا وما وصل إليه علمنا، وفي الأشياء المتجددة نجيب عليها بحسب الفهم، وما يناسب الحال، وبحسب المصلحة المترتبة على تلك المسائل ونسلك مسلك التسهيل واليسر والتخفيف في المسائل المتجددة.
كذلك نلحقها بأقرب ما يناسبها من المسائل العلمية المنصوص عليها بدليل أو تعليل، أو قياس أو مصلحة مرسلة، فإن كان خطأ فلا نبرئ أنفسنا، والحق ضالة المؤمن، ومن وجد ملاحظة فعليه أن ينبهنا، ونحن نلتزم بالرجوع إلى الحق والصواب، ونترك ما خالف ذلك، والله أعلم.
قاله / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

line-bottom