القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
shape
محاضرة بعنوان من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
20659 مشاهدة print word pdf
line-top
الكلمات الشركية

كذلك أيضا لا شك أنه يوجد بيننا في كل بلد حتى ولو القرى الصغيرة شيء من المخالفات ومن البدع ومن المعاصي ومن وسائل الشرك وما أشبهها؛ فواجب علينا أن ننتبه لها، وأن نبين حكمها للخاص والعام؛ حتى لا نكون كاتمين للعلم، وحتى لا يعذب إخواننا الذين يعملون هذه الأعمال التي هي بدع ومحدثات ومعاص ومحرمات، ونحن نراهم ونعرف أنهم على باطل؛ إما عن جهل وتقليد، وإما أنهم لم ينتبهوا لها، وإما أنهم يرونها حقا ولم تقم عليهم الحجة؛ فلا بد أننا ننتبه لذلك.
فيكثر على الألسن كلمات شركية كدعاء غير الله، إذا سب أحدهم أحدا وقال مثلا: خذوه، أو أحرقوه، أو اقتلوه، كأنه ينادي الشياطين، أو ينادي الجن ونحو ذلك، يعتبر هذا شركا؛ لأنه دعاء لغائب، وكذلك إذا أكد شيئا وقال: بأبي، أو بشرفي، أو والنبي أو ما أشبه ذلك، ويعتقد أن هذا من باب التأكيد؛ مع أنه من الحلف بغير الله الذي هو شرك.
وكذلك يحدث أنهم يجمعون بين الله تعالى وبين غيره فيقول أحدهم: مالي إلا الله وأنت، أو أنا بالله وبك، أو أنا على الله وعليك، أو أنت لي في الأرض والله لي في السماء، أو ما أشبه ذلك، أو ما شاء الله وشئت، وهذا أيضا من الشرك؛ لأنه تسوية للمخلوق بالخالق، فننتبه لهذه الكلمات وأمثالها حتى لا يقع إخواننا في شيء من الشركيات ولو كانت من الصغائر، وأشباهها كثيرة.

line-bottom