الكلمات الشركية

كذلك أيضا لا شك أنه يوجد بيننا في كل بلد حتى ولو القرى الصغيرة شيء من المخالفات ومن البدع ومن المعاصي ومن وسائل الشرك وما أشبهها؛ فواجب علينا أن ننتبه لها، وأن نبين حكمها للخاص والعام؛ حتى لا نكون كاتمين للعلم، وحتى لا يعذب إخواننا الذين يعملون هذه الأعمال التي هي بدع ومحدثات ومعاص ومحرمات، ونحن نراهم ونعرف أنهم على باطل؛ إما عن جهل وتقليد، وإما أنهم لم ينتبهوا لها، وإما أنهم يرونها حقا ولم تقم عليهم الحجة؛ فلا بد أننا ننتبه لذلك. فيكثر على الألسن كلمات شركية كدعاء غير الله، إذا سب أحدهم أحدا وقال مثلا: خذوه، أو أحرقوه، أو اقتلوه، كأنه ينادي الشياطين، أو ينادي الجن ونحو ذلك، يعتبر هذا شركا؛ لأنه دعاء لغائب، وكذلك إذا أكد شيئا وقال: بأبي، أو بشرفي، أو والنبي أو ما أشبه ذلك، ويعتقد أن هذا من باب التأكيد؛ مع أنه من الحلف بغير الله الذي هو شرك. وكذلك يحدث أنهم يجمعون بين الله تعالى وبين غيره فيقول أحدهم: مالي إلا الله وأنت، أو أنا بالله وبك، أو أنا على الله وعليك، أو أنت لي في الأرض والله لي في السماء، أو ما أشبه ذلك، أو ما شاء الله وشئت، وهذا أيضا من الشرك؛ لأنه تسوية للمخلوق بالخالق، فننتبه لهذه الكلمات وأمثالها حتى لا يقع إخواننا في شيء من الشركيات ولو كانت من الصغائر، وأشباهها كثيرة.