شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
محاضرة بعنوان شكر النعم (2)
19993 مشاهدة print word pdf
line-top
نعم الله التي أنزلها على العباد

وكذلك –أيضا- امتن على العباد بما أنزل عليهم؛ يقول الله تعالى: وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا لو أنه حبس عنا هذا المطر؛ لهلك من عليها؛ لأنه هو الذي يكون قوتهم أو تحيا به بلادهم: أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ؛ يُذكر عباده بذلك.

ويذكرهم –أيضا- بسائر نعمه؛ كما في قول الله تعالى: وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ هذه النحل: الدواب الصغيرة؛ أخبر بأنه: يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ وهو هذا العسل فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ .
وكذلك -أيضا- أخبر تعالى بتربية الإنسان وبخلقه له، يقول الله تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ يعني: هو الذي خلقكم، وهو الذي يتوفاكم، وهو الذي وهبكم ما وهبكم به.
ويقول تعالى: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا جعل لكم الأزواج، أي: خلقها للبشر صنفين: ذكرا وأنثى، وجعل بينهم مودة ورحمة، جعل الذكر الرجل يميل إلى الأنثى، ثم إذا حصل بينهما هذا الازدواج حصلت بينهما المودة والرحمة، كل هذا من فضله -سبحانه وتعالى-.

line-bottom