(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
محاضرة بعنوان شكر النعم (2)
11287 مشاهدة
نعمة التوحيد

ثانيا: هدانا الله تعالى للإخلاص الإخلاص هو: إخلاص الدين لله؛ أن رزقنا التوحيد: أن لا نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئا، فلا نحب غيره كحبه، ولا ندعو غيره معه، ولا نخاف إلا منه، ولا نتوكل إلا عليه، ولا نتواضع إلا له وحده، ولا نرجو سواه، ولا نستعين بغيره، هو ربنا وإلهنا ومعبودنا. نعرف أن هناك كثيرا وكثيرا من الذين يتسمون بأنهم مسلمون، وليس معهم إلا مجرد الاسم؛ حيث إنهم أفسدوا إسلامهم، وأفسدوا دينهم، وأشركوا بالله، أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وعبدوا معه غيره، فهؤلاء يدعون القبور، وهؤلاء يدعون الأموات، وهؤلاء يدعون الأشجار والأحجار، ويعظمونها، وهؤلاء يدعون ويعبدون الأشخاص، ويعظمونهم، ويعطونهم خالص حق الله تعالى، وأنتم أيها الموحدون لا تدعون إلا الله. لا شك أنها نعمة كبيرة؛ يجب أن تشكروا الله على هذه النعمة، ويجب أن تحققوها، تحققوا العبادة دائما، وتخلصوا لله وحده، فما أعظمها من نعمة ومن منة!