لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
42057 مشاهدة print word pdf
line-top
أهل الطاعة هم أهل النعيم الحق

وإذا عرفنا ذلك فنقول: إن هؤلاء هم أهل النعيم، أما الذين يتلذذون بالمعاصي فلا شك أنهم -وإن تلذذوا وقتا من الأوقات- فلا بد أن تتغير حالتهم، ولا بد أن ينقلب نعيمهم إلى بؤس، وإلى تعس، وإلى عذاب أليم في الدنيا، وعذاب في الآخرة- إذا لم يتوبوا.
أهل الدنيا في هذه الأيام -في هذه الأزمنة- يرون أن النعيم هو تَرْفِيهٌ عن النفس، وهو تسلية لها، وهو إعطاؤها ما تتمناه، ونسوا النعيم الأخروي، ونسوا نعيم أهل الطاعة ولذتهم، فنقول مثلا: إن الذين يتعاطون المحرمات، ويدعون أن هذا تَلَذُّذٌ بما خُلِقَ في الدنيا، لا شك أن مآلهم إلى أن يفقدوا هذه اللذة، وأن تعقبها حسرة، ويعقبها مرض، وضرر، وشر عاجل وآجل، وهم لا يشعرون.

line-bottom