القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
40528 مشاهدة print word pdf
line-top
الحكمة من خلق الخلق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نذكر كلمات في بعض الواجبات، وكذلك في ثواب الطاعات، وعقوبة المحرمات على وجه الاختصار فنقول:
إن ربنا سبحانه وتعالى هو الذي خلق الخلق، ولكنه ابتلى هذا النوع -الذي هو الإنس والجن- بهذه الأوامر والنواهي لما أتم عليهم النعمة، وميزهم بالعقل والفهم والإدراك. ففرض عليهم فرائض، وحرم عليهم محرمات، وأمرهم بطاعته، وأرسل إليهم الرسل، وأنزل الكتب؛ حتى تقوم الحجة، وحتى يعرف الناس الشريعة التي أُمروا بها، فلذلك نقول: إننا في هذه الدنيا مُكَلَّفُون بالأوامر والنواهي، وبفعل الواجبات، وترك المحرمات، ولا شك أنَّ مَنْ أدى هذه الواجبات، وترك المحرمات فقدِ امْتَثَلَ ما أُمِرَ به، وما خُلِقَ له، وأجره على الله تعالى إذا صلحت نيته.

line-bottom