شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية الجزء الثاني
78893 مشاهدة print word pdf
line-top
ما تضمنته الدار الآخرة مذكور في الكتب والآثار

[وأصناف ما تضمنته الدار الآخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المُنَزَّلة من السماء، والآثار من العلم المأثور عن الأنبياء، وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي، فمن ابتغاه وجده] .


(الشرح)* قوله: (وأصناف ما تضمنته الدار الآخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكورة في الكتب المنزلة من السماء...):
ومن أراد التفصيل في أمور الآخرة من موت وبعث ونشر وحساب وعقاب وجنة ونار، فعليه بالكتاب والسنة، فكل ذلك موجود فيه مفصلا، وكذلك هو مذكور في كتب الأنبياء السابقين، ولكن كتابنا الذي أنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم اعتنى بالتفصيل والتوضيح ليوم القيامة، ولما يكون بعد الموت، أشد اعتناء وأكثر اهتمامًا من الكتب السابقة؛ وذلك لأن الإيمان بهذا اليوم يترتب عليه الاستعداد والتأهب للقاء الله تعالى، وهو كما عرفنا ركن من أركان الإيمان، فالذي يؤمن به يُتْبِعه العمل الصالح الذي تحصل به النجاة من العذاب والفوز بالجنان.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يحقق إيمانه، ويصدق في أعماله.

line-bottom