تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
كيف تطلب العلم
18833 مشاهدة
تخصيص وقت من أوقات اليوم لطلب العلم

15 - هل ترون تخصيص وقت من أوقات اليوم لطلب العلم كالفجر أو العصر أو العشاء مثلا؟
عمل المؤمن ديمة، أي ليس له نهاية، وقد علم أن هذه الحياة محل عناء وتعب، فمن انشغل فيها بالدنيا وطلب المال والتكسب لم يتفرغ للعلم ولا للعمل به، ومن علم أن الدنيا فانية، وأنها عرض حاضر، فقنع منها بالميسور، فإنه يجد فراغا يصرفه في طلب العلم، وهذا الفراغ ينبغي أن يكون وقت راحة النفس، وانقطاع العوارض والأحوال النفسية، ونختار له بعد صلاة العصر كساعة أو ساعتين، وبعد صلاة العشاء مثل ذلك، فمتى حدد هذين الوقتين، والتزم بتفريغ نفسه فيهما، فإنه سيجد وقتا مفيدا فتارة يرجع محفوظاته، ويجدد معلوماته التي اكتسبهما وقت الطلب، وتارة يقرأ في الشروح والتعليقات التي علقها هو أو غيره كتوضيح بعض العبارات، وتارة يقرأ في كتب أخرى لها صلة بما تعلمه، أو ليس لها صلة، لكنها من مؤلفات العلماء الربانيين، ثم متى انشغل في هذه الأوقات المخصصة بزيارة أو عمل عارض فعليه الحرص على تعويض ما فاته من تلك الساعات التي خصصها للطلب، والتزود، وعليه البعد عن الكسل، والخمول، والحرص على استعمال أوقات الفراغ فيما يعود عليه بالفائدة.