إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
37038 مشاهدة
صور لعيسى ومريم كما يزعم النصارى

[س 37]: يعلق بعض النصارى صورا، زاعمين أنها لعيسى -عليه السلام- أو لمريم ابنة عمران، وهي تحمل عيسى كما يدعون، فهل يجوز- حفظكم الله- تصوير عيسى وأمه عليهما السلام؟ وما الواجب على من وجد تلك الصور؟
الجواب: كل هذه الصورة خيالية، ولا يجوز إقرارها، فمريم -عليها السلام- قد ماتت قبل الهجرة بمئات السنين، وابنها رفع إلى السماء قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بأكثر من ستمائة سنة، ولم يكن هناك من احتفظ بصورته أو رآه أو عرف مريم، ولم يكن التصوير المعروف موجودا حين ذاك. فهذه التصاوير مكذوبة لا حقيقة لها، وأما الحكايات التي تنقل أن أهل الكتاب عندهم صور الأنبياء كلهم حتى نبينا -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يولد، فكل ذلك لا حقيقة له ولا صحة لشيء منه، ولو كانت صحيحة لوجدها المسلمون بعد أن فتحوا بلاد الشام ونحوها، فعلى هذا متى وجد شيء من هذه الصور وجب إتلافه مع القدرة؛ لأن تصويرها سبب لعبادتها، كما حصل لقوم نوح ومن بعدهم لما صوروا أولئك الصالحين وطال عليهم الأمد عبدوهم من دون الله، والله أعلم.