شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
36996 مشاهدة
الجواب الشرعي لفرية أن عيسى ثالث ثلاثة

[س 25]: يقول الله تعالى في محكم التنزيل: إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ يقول بعض النصارى: إن هذه الآية تؤيد ما نعتقد به؛ وهو أن عيسى ثالث ثلاثة (الأب- الابن- الروح القدس)، فما الجواب الشرعي- سدد الله خطاكم- عن هذه الفرية؟
الجواب هذا قول باطل لا تدل عليه الآية، ولا يشير إليه ظاهرها، فإن الله تعالى سماه في هذه الآية، ثم أبدل من هذا الاسم اسمه العلم وهو عيسى ثم نسبه إلى أمه مريم كما ينسب غيره إلى أبيه، ثم وصفه بأنه رسول الله، أي مرسل من ربه إلى بني إسرائيل، ثم عطف عليه وصفه بأنه كلمة الله أي خلقه بقوله (كن)، كما خلق بهذه الكلمة آدم بدون أب ولا أم، ثم وصفه بأنه روح من الأرواح التي خلق الله تعالى.
ففي الآية ثلاثة أسماء وثلاث صفات له -عليه السلام- فتسمية عيسى بابن مريم يبطل قولهم بأنه ابن الله، فقد نسب إلى أمه مريم، ثم وصفه بأنه رسول الله، أي مرسل منه كسائر الرسل الذين حمَّلهم شريعته، وبعثهم إلى خلقه للدعوة إلى عبادة الله تعالى، ثم ذكر أنه كلمة الله التي بعث بها الملك، فنفخ في جيب درعها، فوصلت النفخة إلى رحمها فعلقت به، ثم ذكر أنه روح منه، وهذه إضافة تشريف، أي كبيت الله وناقة الله، فهو روح من خلق الله تعالى، وأما روح القدس الذي قال الله تعالى عنه: وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ فالمراد به جبريل -عليه السلام- وهو ملك الوحي الذي ينزل على الأنبياء وهو مخلوق لله تعالى كسائر الملائكة، والله أعلم.