لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
55145 مشاهدة
طعن الرافضة في الصحابة وشبههم

...............................................................................


الرافضة يقولون: إنهم ارتدوا بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- بأي شيء ارتدوا يا رافضة؟ يقولون: لما كتموا حق عليّ لما كتموا الوصية التي أوصى بها أن عليًّا هو الخليفة، فهذا الكتمان هو الذي به صاروا كفارا .
فلذلك يلعنون أبا بكر ويلعنون عمر وعثمان وجابرا وابن عمر وأبا هريرة وسائر الصحابة ما يستثنون إلا قليلا يستثنون مثل عمار وصهيب وأبا ذر يعني أفرادا قليلين، هؤلاء يقولون: إنهم ثبتوا على ما كانوا عليه مع أن هؤلاء أيضا كانوا ممن بايعوا لأبي بكر وعمر وعثمان .
ولكن لما لم ينقل عنهم شيء يخالف معتقد الرافضة ادعوا أنهم هم الذين بقوا، وطبقوا عليهم الآيات التي في مدح الصحابة، وادعوا أن الصحابة بطلت فضائلهم بردتهم! هكذا يقولون .