الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
تفسير آيات الأحكام من سورة النور
56050 مشاهدة
تفسير قوله تعالى: وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

...............................................................................


ثم قال: وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ هكذا أخبر. لماذا ؟
أولا: الطائفة قيل: أقلها اثنان، وقيل: يكفي واحد، ولكن السنة أن يعلن عن هذا الحد، ويجلد في أماكن عامة، ويعلن عنه قبل إقامته. والحكمة في ذلك أنه إذا أعلن وجلد أمام الناس، وأعلن عن ذنبه وجرمه، وقيل: هذا جلده لأنه زنا، وهذا جلدها لأنها زنت؛ فإن الناس ينزجرون، وينتشر خبرها، ويتوقف ضعاف النفوس عن أن يفعلوا كفعله، أو أن يقدموا على هذا الفعل، الذي هو تعاطي هذه الفاحشة؛ فإنه لو أقيم عليه الحد سرا ما علم الناس به، ولا حصل بذلك الانزجار، ولا اشتهر أمره .
بخلاف ما إذا شهد أناس يتناقلونه، ويذكرون اسمه وينقلون ما شاهدوه. يشاهدون شدة الضرب، وينقلون هذا الخبر، هذا الخبر في المجتمعات، وفي الأماكن؛ فيكون في ذلك ما يسبب انزجار الناس عن الإقدام على هذا الفعل. ومع ذلك فإن نفوس أهل الفسوق ضعيفة، لا يزجر كثيرا منهم إلا إقامة الحدود عليهم، والعادة أن أهل الفواحش يخيل إلى أحدهم أنه لا يشعر به أحد أنه يزني، ومع ذلك لا يتأثر بالزواجر الإلهية، ويخيل إليه أنه يستتر ولا يشعر به أحد.