إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
تابع لمعة الاعتقاد
52756 مشاهدة
ذكر حوض النبي صلى الله عليه وسلم

...............................................................................


ذكر بعد ذلك الحوض، حوض النبي صلى الله عليه وسلم في يوم القيامة .
ذكر أن ماءه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأن أباريقه يعني كيزانه كئوسه عدد نجوم السماء، وأن من شرب منه شربة لن يظمأ بعدها أبدا؛ حتى يدخل الجنة.
وورد أن طوله شهر، وعرضه شهر، وأنه يرد عليه المؤمنون، ويطرد عنه الكافرون.
يقول: ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حوض في القيامة يعني قيل: إن لكل نبي حوضا؛ لكن نبينا أكثرهم واردا. واستدل عليه بقوله تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ قيل: إن الكوثر نهر في الجنة، وأنه يصب منه ميزابان في ذلك الحوض.