القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
تابع لمعة الاعتقاد
52729 مشاهدة
إثبات أهل السنة لصفات الله تعالى وإنكار المبتدعة لها

...............................................................................


هذه الصفات كلها أثبتها أهل السنة، وأنكرها المبتدعة. فالمبتدعة: كالمعتزلة، والأشعرية.
الأشعرية: يثبتون سبع صفات فقط، وهي:
العلم، والقدرة، والإرادة، والحياة، والسمع، والبصر، والكلام.
وأما صفات الوجه، واليد، والنفس، والمجيء، والإتيان، والرضا، والغضب، فلا يثبتونها كلها.
الأشعرية: ينفون الصفات الفعلية التي هي: المحبة، والرضا، والكراهية، والبغض.
والصفات الذاتية التي هي: الوجه، واليد، ونحوها.
وأما المعتزلة: فإنهم ينفون الجميع، ينفون السبع التي أثبتها الأشاعرة، وينفون دلالة الأسماء على الصفات، ويجعلون أسماء الله تعالى أعلاما أي لا تدل على صفات.
ويصرح بعضهم فيقولون: إن الله سميع بلا سمع، بصير بلا بصر، عليم بلا علم، قدير بلا قدرة، ونحو ذلك. تعالى الله عن ذلك.