اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
تابع لمعة الاعتقاد
52767 مشاهدة
قصة ملك الموت مع موسى

...............................................................................


يقول: ومن ذلك: قصة ملك الموت. ذكر في الحديث: أن ملك الموت جاء إلى موسى ليقبض روحه، فلطمه موسى وفقأ عينه، فرجع إلى ربه، وقال: إنك أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت. فرد الله عليه عينه، ثم قال له: ارجع إليه، وقل له: يضع يده على جلد ثور، وله بكل شعرة تسترها يده سنة يعني: أن يعيش بعدد هذا الشعر؛ ولو بلغ مائة ألف فقال موسى ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. فقال: فالآن. فسأل ربه أن يدنيه إلى الأرض المقدسة رمية بحجر يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنه مر بقبره فرآه يصلى في قبره ؛ ومع ذلك أيضا عرج به إلى السماء ورآه أيضا في السماء، فرأى جسده، ورأى روحه. فدل على أن الأرواح بخفتها تعرج إلى ما شاء الله تعالى.
ذكر بعض الشراح أنه لما رأى ملك الموت في صورة إنسان ظن أنه مختلس، أو أنه سارق، أو أنه دخل خلسة بدون إذن، ظن أنه إنسان، والإنسان إذا دخل عليك بيتك فلك أن تفقأ عينه، لك أن تضربه أو ترميه بحجر أو نحوه، إذا اطَّلع في بيتك بدون إذنك، يقول عليه السلام: من اطلع في بيت قوم ففقأوا عينه فلا حرج أو لا شيء عليهم فيمكن أنه ظن، أنه متلصص، فلطمه وفقأ عينه؛ لأنه بدا له في صورة إنسان.