لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
محاضرة بعنوان توجيهات للأسرة المسلمة
5376 مشاهدة
تربية الأبناء على القرآن الكريم

ومن ذلك -من أسباب الصلاح- تربيتهم على القرآن الكريم, على حفظه والعناية به, وقراءته, وتدبره في حالة الصغر؛ فإن الطفل عنده فراغ, وهذا الفراغ يحب فيه –غالبا- اللهو واللعب والمرح والفرح, ويحب أن ينشغل بما تميل إليه نفسه، ولكن إذا درب ومرن على محبة القرآن, وسماعه, وحفظه؛ ألفه, وأحبه, ونشأ عليه, ويكون بذلك صالحا -إذا وفق الله- .
في هذه المملكة -والحمد لله- عناية كبيرة بحفظ القرآن وبقراءته، المدارس الخيرية التي يتولى الإشراف عليها نخبة من أهل الخير, يراقبون, ويلاحظون أولاد المسلمين، لا شك أن هذا من أسباب الصلاح, فإذا كان أولادك -مثلا- قد بلغوا السابعة وما بعدها, فاحرص على أن تربيهم على حفظ القرآن, وعلى الانتظام في المدارس الخيرية.
وإذا لم يكن عندك أو قريبا منك شيء من ذلك, فإنك بإمكانك أن تربيهم على ذلك في المنزل, فتقرب إليهم المصاحف, وتقول في وقت فراغهم: اقرأ يا ولدي, واحفظ هذه السورة, وإذا حفظت سورة أو جزءا فلك جائزة. تشجعه بذلك.
وإذا انتظم في مدارس تحفيظ القرآن صلح بإذن الله؛ وذلك لأنه يحب القرآن، ولأنه ينتظم مع نخبة صالحين من أولاد جيرانه وزملائه, وأولاد إخوانكم المحبين للقرآن, فإذا رآهم يتنافسون في ذلك نافسهم وسابقهم, وحرص على أن يكون من الفائزين, ومن السابقين.
لا شك أنه متى نشأ على حفظ القرآن, وعلى محبته؛ فإنه يحب كلام الله, ويحب العمل به, ويتعلمه، يتعلم منه ما يتيسر, وكذلك أيضا يشغل به وقته, وينشغل به عما لا فائدة فيه, سيما إذا كان أبواه يتابعانه، الوالد إذا كان عنده تابعه, وسأله, وشجعه, والوالدة كذلك أيضا في غيبة والده تشجعه وتحثه على المبادرة، لا شك أن هذا من أسباب صلاحه -إن شاء الله- من أسباب صلاح الأولاد.