شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
محاضرة بعنوان توجيهات للأسرة المسلمة
5375 مشاهدة
علامات دالة على صلاح الناشئة

بعد ذلك نذكر بعض الأمور التي هي علامة على صلاح الناشئة، تعرف في ذلك أن هذا نشأ نشأة صالحة, ولو لم تعرفه, ولو لم تعرف اسمه أو ما هو ولده:
أولا: إذا رأيت الشباب الذي في العاشرة إلى العشرين رأيتهم في المساجد في كل الأوقات عرفت أنهم نشأوا نشأة صالحة.
تذكرون ما ورد في ذلك مثل قوله -صلى الله عليه وسلم- في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يقول: ورجل قلبه معلق بالمساجد فإذا رأيت قلبه معلقا بالمساجد عرفت أنه قد نشأ نشأة صالحة.
كذلك إذا رأيته يجالس الصالحين, عرفت أنه تربى تربية حسنة, رأيته يجالس أهل الخير كبارا وصغارا كان ذلك أيضا من علامات استقامته وصلاحه.
كذلك إذا رأيته يقرأ في المسجد, أو في الحلقات من حفظه أو في المصحف, علمت أنه نشأ نشأة صالحة.
كذلك إذا رأيته يحضر حلقات العلم, عرفت أنه من أهل الخير, وأن ذلك وسيلة من وسائل استقامته على الخير.
كذلك إذا رأيته يأتي إلى المكتبات الخيرية في المساجد أو نحوها, ورأيته يعرف شيئا من مضمونات الكتب المفيدة ومحتوياتها, وإن كان في المرحلة الابتدائية, عرفت بذلك أنه نشأ نشأة صالحة, فنوصي الآباء بهذه التعليمات حتى يحفظوا بذلك أولادهم, ويكونون قد ربوهم تربية صالحة.