جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
كلمة حول طلب العلم
5639 مشاهدة print word pdf
line-top
الحرص على اقتران العلم بالعمل

بعد ذلك نقول: إن من واجب طالب العلم الحرص على العمل، العمل بالعلم؛ وذلك لأنه هو الثمرة التي يجنيها من تعلمه، فإذا تعلم ثم طبق وعمل حصل على علم نافع وبقي علمه مفيدا له، وبقي أيضا معه في ذاكرته لا يغفل عنه ولا ينساه، وهذا هو الثمرة، فثمرة العلم العمل. ورد عن بعض السلف أنهم قالوا: العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل. يهتف به: يعني يدعوه من بعيد يقول العمل: اعمل أين العمل؟ العلم يهتف بالعمل أي يدعوه ويقول: أين عملك بي؟ فإن أجابه وإلا ارتحل، إذا لم يعمل بالعلم الذي طلب العلم لأجله؛ ذهبت علومه وضاعت عليه معرفته، ولم يبق معه شيء من معلوماته.

line-bottom