الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
كلمة حول القرآن
2576 مشاهدة
تعاهد القرآن

ثم نتواصى بتعاهد القرآن؛ إذا حفظه فعليه أن يتعاهده، يكرر حفظه؛ فإن إهماله سبب للنسيان، وسبب لحرمان هذا الأجر؛ فإذا كررته وتعاهدته كان ذلك سببا لثبوته في ذاكرتك.
نوصيك أن تحافظ على تكراره، ولو أن تقرأ حفظك كل يوم، كل ما حفظته تكرره كل يوم، وإذا لم تستطع لكثرته بأن كنت ممن حفظ عشرة أجزاء؛ فإنك تقرؤها كل يوم أو كل يومين، وإذا زاد بأن حفظت نصف القرآن فلا أقل من أن تقرأه كل ثلاث أو كل أربع، وإذا حفظت عشرين جزءا فلا أقل من أن تقرأه كل أربع ليال أو كل خمس، وإذا حفظته كله فواظب عليه، ولا أقل من أن تختمه كل أسبوع لمدة سنتين أو أربع سنين.
تحافظ على قراءته كل أسبوع، ولعله بذلك يرسخ في ذاكرتك، ويثبت في قلبك حتى إذا استمر حفظك له وتلاوتك له سنتين أو ثلاث سنين أو أربع، وأنت تقرأه كل أسبوع؛ فإنك بعد ذلك لو تركته شهرا أو تركته أشهرا ما نسيته.
وأما إذا تغافلت عنه، وهو لم يثبت في ذاكرتك؛ فسرعان ما يذهب من الذاكرة وتنساه. ويقول العلماء: إن من حفظ سريعا نسي سريعا، وإن كان هذا ليس دائما ولكن إذا أردت أن تحفظه ويبقى؛ فلا أقل من أن تقرأ الوجه أو الورقة في اليوم عشرين مرة أو أربعين مرة، ولو أنك حفظته، لو حفظتها بعد ما تقرؤها خمس مرات؛ فلا تزهد في تكرارها ولو أربعين مرة. إن ذلك من أسباب بقائها في ذاكرتك.
فهذا هو الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم يقول: تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من صدور الرجال من الإبل في عُقلها .
يعني أنه إذا لم يتعاهده ولم يكرره؛ تفلت عليه ونسيه؛ بخلاف ما إذا كرره، وقرأه كل يوم أو كل يومين أو على الأكثر كل أسبوع؛ فإنه -والحال هذه- يرسخ في قلبه، فلا يضره لو تركه بعد ذلك زمانا مع أن تركه منهي عنه؛ ترك قراءته مدة طويلة؛ فإن الله تعالى ذكر ذم المشركين بقوله تعالى: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَب إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا .
فمن هجرانه: ترك تعاهده وقراءته، من هجرانه: أن تترك قراءته مثلا شهرا لا تقرأ منه شيئا أو نحو ذلك، ومن هجرانه: ترك العمل به، ومن هجرانه: ترك تدبره، وترك تعلم معانيه؛ فإن تعلم معانيه سبب في العمل به، وسبب في بقائه، وطول مكثه في ذاكرتك إذا عملت به.
كان الصحابة إذا تعلموا من النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها، فيتعلمون العلم والعمل والقرآن، يقولون: تعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا.
فهكذا علينا أن نتعلم معانيه حتى نفهمه ونستفيد منه، وقد خدمه العلماء -رحمهم الله- وأطالوا في خدمته؛ فيمكن لو أحصيت التفاسير التي فسر بها القرآن، يمكن أن تبلغ ألوفا، يعني: من الأولين والآخرين الذين فسروا القرآن لا يُحصون، موجود كثير من تفاسيرهم، وكثير منها لم يوجد، ولكن ذلك دليل على اهتمامهم بهذا القرآن، وحرصهم على خدمته وبيان معانيه لمن يأتي بعدهم؛ فنتواصى بقراءة ما تيسر من تفاسيره؛ حتى نفهم معانيه ودلالاته؛ وحتى نعمل بأحكامه ونطبقها.
نسأل الله أن يجعلنا ممن يحل حلاله ويحرم حرامه، ويعمل بمحكمه ويؤمن بمتشابهه ويقف عند عجائبه، ويتلوه حق تلاوته، وأن يجعله حجة لنا لا حجة علينا، وشاهدا لنا لا شاهدا علينا. والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد .
أسئـلة
الشباب .. كلهم حفظة؟ ( بعضهم البعض ) إيه، ( .. كلهم – والحمد لله - مشتغلون بالقرآن ). ما شاء الله، نريد أن نسأل عن بعض الآيات في أي سورة. ( اختبار .. بس لا بد من تحديد الشخص قبل السؤال ). لا لا ( .. يا شيخ عبد الرحمن .. اختبار هذا ما هو.. )
س: قول الله تعالى: هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ في أي سورة؟
عرفها أخونا هذا أنها في آل عمران.
س: قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ في أي سورة؟
نعم ( يونس )، صحيح في سورة يونس.
س: قوله تعالى: لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ في أي سورة؟
نعم. ( إبراهيم )، ليس كذلك.
نعم ( ص ). ص صحيح.
س: قوله: أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ في أي سورة؟ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ لا أحد ؟
نعم ( المؤمنون ) ، المؤمنون، صح.
إن شاء الله فيهم الخير فيهم البركة ووفقهم الله.

س: الأسئلة باختصار اللي عنده سؤال يرفع يده .. ويقرأ السؤال بسرعة عشان الوقت يالله عشان الوقت يسألونك عن ماذا، عبد الرحمن .. بالنسبة للمصارعة .. العري، يقول المصارعة؟
المصارعة سنة ورد: أن النبي صلى الله عليه وسلم صارع ركانة فصرعه ؛ لكن إذا كان هؤلاء الذين يتصارعون أنهم شبه عراة؛ فلا يجوز إقرارهم، ولا النظر إليهم سواء في التلفاز أو حضورهم.
فأما إذا كانوا يتصارعون وهم مستترون، كل واحد منهم يريد أن يبدي قوته ونشاطه، فهي جائزة، وفيها تمرين على النشاط، وكذلك أيضا المسابقة على الأقدام فيها فائدة.
س: .... المصارعة؟
لا بأس.
س: يا شيخ لعمرك تأتي كثير في الشعر..لعمرك....؟
يستعملها أيضا بعض العلماء لعمري، يقولون: إنها ليست حلفا، والأولى أنه يستعمل لعمر الله، يستعمل شيخ الإسلام لعمري، وأما ابن القيم فكأنه خاف من أن يكون بها بأس فهو يقول: لعمر الله... الشعراء ترخصوا في ذلك.
س: ..خير اللحم ما ..العظم؟
ما أظنه صحيحا يعني: لا شك أنه العظام عليها لحم، ومنه ما ليس عليه لحم كلحم البطن، وكلها يصدق عليها أنها لحم، يرجع بذلك إلى أهل التحليل وأهل الطب.
س: يا شيخ .. صليت المغرب والعشاء كنت مسافرا فجمعت، ..فصليت المغرب والعشاء .. أذكار الصلاة، المغرب والعشاء مرة واحدة؟
يكفيك أذكار صلاة واحدة؛ فالمجموعتين، يسقط الذكر الذي بينهما، ويأتي بالذكر الذي بعد الأخيرة.
س: مسافر جلس في بلد يومين أو ثلاثة يصلي الرواتب.
إذا أراد الخير أراد زيادة حسنات، إذا لم يكن عليه مشقة ولا تعب يصلي مع الجماعة يحصل على فضيلة صلاة الجماعة، كذلك أيضا يصلي الرواتب، لا مشقة عليه.

س: إذا صلى شخص بمن هو أحفظ منه لكتاب الله مع إنه ليس إمام راتب فما ..؟
صلاة عابرة لا بأس بها، كثيرا ما يتقدم المفضول وخلفه من هو أفضل منه؛ إذا كان الإمام الراتب الرسمي لا يحفظ القرآن كله صليت خلفه وأنت تحفظه، فلا حرج في ذلك لأنه عُين في ذلك. كذلك أيضا إذا كان أكبر منك مثلا، وتقدم فلا حرج في ذلك، إذا كان يحسن الصلاة، ويحسن أو يعرف أحكامها.
س: إذا لم يكن إماما راتبا، شخص تقدم وهو ليس إماما راتبا؟
بكل حال يجوز إذا كان إنه يحسن الفاتحة، والقراءة الواجبة في القرآن، والصلاة؛ يجوز أن يصلي ولو خلفه من هو أقرأ وأفقه، صلاته مجزئة وإن كان الأولى تقديم الأقرأ؛ لحديث أبي مسعود يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله .

س: أحيانا يصلي المصلي ..يسجد .. يرفع رأسه ..؟
إذا كان معتمدا بجبهته على الأرض، ولو كان بينه وبينها طرف العمامة أو طرف الطاقية ما يضره؛ لأنه اعتمد على الأرض.
س: يا شيخ قطع الميكرفون بعد الركعة الثانية فنوى المأموم الانفصال عند النساء ثم عاد الميكرفون في الركعة الثالثة بعد الانفصال؛ فهل أن يرجع مع الإمام أو ماذا يفعل؟
يرجع، ومثله يحدث كثيرا أنك تأتي وتصلي مع الجماعة ركعة، وتظن أنها هي الأخيرة ويكونون قد تركوا ركعة، صلوا ثلاث وأنت صليت معهم الثالثة، وسلم الإمام وقد سلم عن ثلاث قمت أنت تقضي ما فاتك، تظن أن فاتك ثلاث، وما فاتك إلا ثنتين ولما نويت الانفراد تشاوروا تذكروا بعد ما صليت ركعة وإذا هم ما صلوا إلا ثلاث تدخل معهم في الرابعة، صليت وحدك وتصلي معهم الرابعة، وبذلك ما يبقى عليك إلا ركعة، أدركت معهم ركعة، وصليت بعدهم ركعة وصليت معهم ثانيا ركعة؛ فتقوم وتأتي بركعة.
س: إذا صليت بعض الركعة يا شيخ؟
كذلك تدخل معهم في أثناء الركعة.
( ..تعتد ..)، تعتد بما ...
س: يا شيخ أحسن الله إليك، ما هو دليل تعميم فضيلة المائة ألف للمسجد الحرام عموما.. مكة ؟
أنا ما أعتقد هذا أقول إن مائة ألف خاصة بالمسجد الحرام الذي حول الكعبة وزياداته، بقية مساجد مكة لا تدخل في ذلك، كذلك ...؛ لأن كثيرا من المشائخ قالوا: إن الصلاة في جميع مكة كلها تضاعف، لكان هذا سببا في تخلف كثير، صاروا يصلون في عمائرهم، ويقولون: لنا مائة ألف، يصلون في بيوتهم، ولو بينهم وبين المسجد عشر كيلو أو خمس كيلو، فيقولون الصلاة كلها جائزة في مكة وكلها مضاعفة، وليس هناك دليل على أن بقية مكة مثل الحرم الذي هو المسجد وما حوله.
س: .. هناك كثير من الإخوة .. الناس .. الصلاة .. يقرب المسجد.. لو أكل ثوم وبصل؟
لما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أكل ثوما أو بصلا فلا يقربن مسجدنا ترك الصحابة الثوم والبصل، وقالوا: لا خير في شيء يحرمنا من الصلاة في المسجد، وفهموا أن هذا نهي عن فعله نهي عن أكله، ليس نهيا عن المسجد، نهي عن أكله، وصاروا لا يأكلونه إلا في الأوقات الطويلة: بعد الفجر وبعد العشاء.
فنقول: لا يتخذ هذا عذرا في ترك الجماعة، كما ذُكر لنا عن عبد الله الحبشي الذي أضل خلقا كثيرا في لبنان أنه قال لتلاميذه: من أراد منكم أن يترك صلاة الجماعة فليأكل بصلا وليصل في بيته؛ كأنه يقول: اتركوا الجماعة ولكم عذر، إذا فعلتم هذا.

وهذا خطأ، وإنما نقول: لا تأكلوه قرب أوقات الصلاة، ومن تعمد أكله فلا يجوز له ترك الصلاة لهذا العذر.
س: وإذا كان ناسي؟
وإذا كان ناسيا؛ فإنه لا يسقط عنه إتيان المسجد.

س: إذا كانوا ثلاثة طلعوا مع بعض خارج ..، كلهم قرب الصلاة أكلوا ثوما وبصلا؟
في هذه إذا لم يكونوا في مسجد (ما كانوا في مسجد) لا بأس؛ لأن النهي في قوله: فلا يقربن مسجدنا. ..