إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
شرح كتاب الإيمان من مختصر صحيح مسلم
53121 مشاهدة print word pdf
line-top
حق الله على العباد وحق العباد على الله

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إِلا مؤخرة الرّحْلِ، فقال: يا معاذ بن جبل قلت: لبيك رسول اللّهِ وَسَعْدَيْكَ. ثُمّ سَارَ سَاعَةً، ثُمّ قَالَ: يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ قُلْتُ: لَبّيْكَ رَسُولَ اللّهِ وَسَعْدَيْكَ. ثُمّ سَارَ سَاعَةً، ثُمّ قَالَ: يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ قُلْتُ: لَبّيْكَ رَسُولَ اللّهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: هل تَدْرِي مَا حَقّ الله عَلَى الْعِبَادِ؟ قَالَ: قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنّ حَقّ الله عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا. ثُمّ سَارَ سَاعَةً، ثُمّ قَالَ: يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ قُلْتُ: لَبّيْكَ رَسولَ اللّهِ وَسَعْدَيْكَ. قَالَ: هَلْ تَدْرِي مَا حَقّ الْعِبَادِ عَلَى الله إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: أَنْ لاَ يُعَذّبَهُمْ .


هذا رواية من روايات حديث معاذ ذكر أنه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم ليس بينه وبينه إلا مؤخرة الرحل، في بعض الروايات أنه كان رديفا له على حمار، كان عليه الصلاة والسلام ركب حمارا لزيارة بعض الأماكن من المدينة وكان الحمار يكون على ظهره وقاية تسمى الرحل أو الوثار أو الحقو أو .. -يعني أسماء- فخاطبه بهذا الخطاب أي يحضر قلبه. أخبره بأن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله إذا هم عبدوه ولم يشركوا به شيئا ألا يعذبهم، ألا يعذب من لا يشرك به شيئا.
وفي بعض الروايات أنه فرح بذلك وقال: أفلا أبشر الناس؟. قال: لا تبشرهم فيتكلوا فأخبر بها معاذ عند موته تأثما من كتمان العلم، وبعد أن عرف الناس حقوق الله تعالى على العباد.
لاشك أن حق الله تعالى حق واجب على العباد، حق على العباد لله تعالى حق الله عليهم أن يعبدوه، حق وجوب، حق واجب، لا بد أن يأتوا بهذا الحق وأن يدينوا به، أن يعبدوه وحده ولا يشركوا به شيئا، ويخلصوا له العبادة بجميع أنواعها، هذا حق وجوب.
وأما ما هو معلوم أنهم متى عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا فإنهم يطيعونه في كل ما فرض عليهم، فيؤدون الصلوات والزكوات وسائر الأركان الإسلامية، وسائر العبادات المكتوبة، كذلك يتركون المحرمات، فيتركون كل ما حرم الله تعالى عليهم، فيكون ذلك من العبادة، أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فلا يطيعون الشيطان، ولا يطيعون الهوى، ولا يطيعون الدعاة إلى الشرك أو إلى المعاصي وما أشبهها.
أما حق العباد أن لا يعذبهم فهو حق تكرم، حق كرم من الله تعالى لأنه هو الذي وفقهم، وهو الذي أعانهم وسددهم، فيكون حقهم حق كرم، وحق الله حق وجوب.

line-bottom