لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
ذم اتباع الهوى
13154 مشاهدة print word pdf
line-top
نتائج اتباع الهوى

يقول الشاعر:
إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى إلى كل مـا فيه عليك مقـــال

* لا شك أن الميل إلى الهوى قد يقود الإنسان إلى الضلال والخسران، كما أنه يجر إلى نتيجة سيئة، وهي التثاقل عن العبادات.
* ذلك أنهم إذا أعطوا أنفسهم ما تشتهيه من المباح جرتهم إلى المكروه، ثم إلى الحرام.
* وكل ذلك نتيجة اتباع الهوى فكأن أهواءهم تمنت وتحلت بتلك المباحات، والإسراف فيها، فقالوا: ننعم أنفسنا بأكل اللحوم والفواكه وأنواع المآكل الشهية مثلا.. ثم مالت بهم أهواؤهم إلى الإسراف، والأكل بنهم وشره نفس، فكانت النتيجة أن تمنت أنفسهم وراء ذلك شيئا مكروها، أو فوتتهم شيئا فيه خير وطاعة، فوقعوا في المحظور وهم يعتقدون أنهم على خير وطاعة.
* ففي المباحات:
أولا: صحيح أن المآكل ونحوها من المباحات، ولكن الإسراف فيها يدعو ويجر إلى محرم، وهو إفسادها وعدم الانتفاع بها.
ثانيا: إن النفس والهوى متى اتبعا في هذه الشهوات ونحوها، فإنهما يدعوان إلى المكروه، والمكروه بلا شك وسيلة للحرام، فإنهم متى نعموا أنفسهم بهذه المأكولات، والمشارب، والمتكئات، والمجالس ونحوها، أوقعهم ذلك في شيء من المكروهات، وقد تجرهم أهواؤهم إلى ما هو محرم، أو إلى ترك ما هو طاعة، قال بعض السلف: لا تأكلوا كثيرا فتشربوا كثيرا فتناموا كثيرا فتحرموا كثيرا.
* وهذا هو الواقع، فإن المنهمكين في هذه الشهوات يتمادى بهم الأمر إلى أن يقعوا في المحرمات، وإلى أن يتركوا الصلوات، فتثقل عليهم، وإلى أن يحبوا الأغاني والملاهي، ويهجروا كلام الله وذكره، ويبتعدوا عنه، ويكونوا من غير أهله، ثم يجتذبهم إلى بقية المحرمات كذلك؛ فإنهم غالبا يقعون في تناول الأشربة المحرمة، أو المآكل المحرمة، وسبب ذلك اتباع الهوى المبدئي الذي هو الميل إلى الشهوات، وهذه الشهوات التي تتمناها النفس، وتميل إليها وتحبها، لا شك أن منها ما هو حلال، ومنها ما هو حرام، فتقدم باندفاع قوي حتى تقع في الحرام ولو نهيت؛ وذلك لميلها إليه.
* وهكذا فاتباع الهوى سبب من أسباب الوقوع في المآثم والشرور.

line-bottom