إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
درس الآداب والأخلاق الشرعية
6152 مشاهدة
أثر الآداب الإسلامية

لا شك أنا إذا تأدبنا بمثل هذه الآداب وابتعدنا عن أضدادها أصبحنا أمة متماسكة قوية لها معنويتها ولها أهميتها، أما إذا تفرقت كلمتنا وتشتت آراؤنا واستبد كل منا برأيه، فإن ذلك يكون سببا من أسباب الفرقة ومن أسباب ضعف المسلمين وعدم قوتهم، ويكون سببا أيضا بقوة أعدائنا وأضدادنا الذين يكيدون بنا وينتظرون بنا أو يتربصون بنا الدوائر.
معلوم أن المسلمين كلما اجتمعت كلمتهم في زمن من الأزمان وتمسكوا بمثل قول الله: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا تمسكوا بحبل الله واعتصموا به واجتمعوا على أمر الله -سبحانه وتعالى- وأخذ بعضهم ينصح البعض ويرشد البعض ويدل بعضهم بعضا ويهدي بعضهم بعضا، ويتأدبون بالآداب الدينية، كان ذلك من الأسباب التي تقوي معنويتهم وتجعلهم أمة متكاملة، ولقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يحذر من كل شيء يكون سببا لوقوع العداوة والبغضاء سواء في المعاملات أو في غيرها.
فالآداب الإسلامية جاءت لأجل إثبات المودة، فقوله -صلى الله عليه وسلم- لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم جعل إفشاء السلام سببا للمحبة، وجعل المحبة سببا لدخول الجنة (لا تدخلوا الجنة حتى تحابوا). ومعناه: أنكم إذا كنتم متباغضين متقاطعين، كل منكم يخذل الآخر وكل منكم يبغض الآخر، ويرشده إلى ضلال أو يهديه إلى ضلال أو يراه على ضلال ولا يبين له أو يتركه في ضلاله وفي عماه، فماذا تكون العاقبة؟ يكون هذا هالك وهذا هالك، هذا يحرص على إهلاكك وأنت تحرص على إهلاكه فتهلكون جميعا -والعياذ بالله-.
لا شك أن هذا من أسباب العذاب؛ بخلاف ما إذا تحاببنا وزالت الضغائن من قلوبنا وأصبحنا إخوة متحابين في ذات الله تعالى يحب بعضنا بعضا، وأتينا بالأسباب التي تثبت هذه المحبة: من السلام تبادل السلام وتبادل الزيارات وتبادل النصائح وتبادل أسباب المودة وأشباهها، إذا فعلنا ذلك كله ثبتت هذه المحبة وثبتت آثارها التي بين أنها من أسباب دخول الجنة.
ولقد كان -عليه الصلاة والسلام- يحث أيضا على الأسباب التي تسبب هذه المحبة والتي تسبب البعد عن ضدها، ففي قوله -صلى الله عليه وسلم- لما سألوه عن حق الطريق، قال: حق الطريق غض البصر وكف الأذى ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي قوله: للمسلم على المسلم ست بالمعروف: تسلم عليه إذا لقيته، وتجيبه إذا دعاك، وتشمته إذا عطس، وتعوده إذا مرض، وتتبع جنازته إذا مات، وتحب له ما تحب لنفسك وأشباه ذلك.
ما يقصد بذلك إلا أنا إذا فعلنا ذلك كله أصبحنا أمة متماسكة وأصبح بعضنا ينصح للبعض ويرشد البعض، وزالت عنا الضغائن وزالت عنا القواطع واجتمعت كلمتنا، وإذا اجتمعت كلمة المسلمين على الحق ضعفت كلمة عدوهم.