شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
خطبة الجمعة بعنوان ذكر الله
11980 مشاهدة print word pdf
line-top
كيفية شكر الله

وإن من شكر الله تعالى استعمال هذه الجوارح في طاعة الله؛ استعمال الأيدي والأرجل والألسن، والعقول، والأسماع والأبصار استعمالها في طاعة الله، وعدم استعمالها في معصيته؛ فإن من استعملها في معصية الله فقد كفرها، وحري أن يحاسب عليها، وأن يشتد عتاب الله له عليها.
وإن من شكر الله تعالى: أن يستعين بما أعطاه على طاعته، فإذا أعطاه المال والولد استعان بذلك على ما يحبه ربه؛ على ما هو طاعة، وعلى ما هو من محابّ الله سبحانه وتعالى؛ فإنه يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من أحب؛ فالدنيا قد يفتحها على بعض الناس ولو لم يكونوا من الأتقياء، وليس ذلك دليلا على كرامتهم، وإنما هو ابتلاء وامتحان.
وأما إذا وفق الله العبد، وفقه للعمل الصالح، وفقه لأن يستعمل ما أعطاه في مرضاة الله سبحانه وتعالى فإنه يكون من الشاكرين، ومن الذين يزيدهم الله من فضله، ويقر نعمته عليهم.

line-bottom