لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
العلم فضله وآدابه ووسائله
21434 مشاهدة
مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أولا: ما المراد بالعلم ؟
ثانيا: أهمية العلم الذي يحتاج إلى تعلمه.
ثالثا: كيفية التعلم
نقول: إن المراد بالعلم، هو العلم الشرعي الذي أُخذ من كتاب الله -تعالى- ومن سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-. يقول ابن القيم في نونيته:
العـلـمُ قـال الله قـال رسـوله
قــال الصحابـة هـم أولـو العرفـان
ما العلم نصْبُكَ للخلاف سفاهـة
بيــن النصــوص وبيــن رأي فلان

هـذا حقيقة العلم؛ وذلك لأن القرآن الذي نحن نهتم به ونقرؤه ونتلوه ونتعلمه هو منبع العلوم وأصلها؛ ولأجل ذلك يؤمر الذين يتعلمونه ويحفظونه أن يتعلموا معانيه كما يتعلمون ألفاظه، وقد ثبت أن الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يقترئون من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر آيات فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قالوا: فعلمنا العلم والعمل .
لا شك أن القرآن فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، فهو الفصل ليس بالهزل مَن تَرَكه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله.
ذكر الله -تعالى- أن الجن لما استمعوه: فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا فما فيه كله رشد وكله هدى، وقد تكفَّل الله -تعالى- بحفظه، قال الله -تعالى- إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ هكذا أخبر سبحانه أنه تولى حفظه، كذلك أيضا قد تولى الصحابة -رضي الله عنهم- بيان معانيه، تولوا تفسيرَه وبيانَ ما فيه من المعاني، ثم يسر الله من العلماء من فسروا ألفاظه، وفسروا معانيه، وبينوا ما يُستنبط منه من الأحكام، فما بقي لأحد عذر في أن يجهل معاني القرآن.
لا شك أن القرآن قد تناوله بعض المحرفين من المعتزلة والمبتدعة، وحرفوا الكلم فيه، ولكن صانه الله -تعالى- وحماه عن أن يحرفوا ألفاظه، وإنما فسروا معانيه بتفاسير بعيدة، فيسَّر الله من الصحابة والتابعين وعلماء الأمة من فسره التفسير الصحيح، فلذلك نقول: إن على طالب العلم أن يقتصر على التفاسير التي اعتنت ببيان ألفاظه واقتصرت على القول الصحيح، مثل تفسير ابن جرير الطبري -رحمه الله- وتفسير ابن أبي حاتم وتفسير البغوي وابن كثير -رحمهم الله- يعني هؤلاء من علماء أهل السنة، وكذلك من المتأخرين مثل تفسير ابن سعدي وتفسير الجزائري أما أكثر التفاسير فإن فيها ضلالات وتحريفات، فيقتصر المسلم على تفسير يكون موثوقا.