شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
القمار
26346 مشاهدة print word pdf
line-top
القمار

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلقنا للعبادة ونفذ فينا أمره ومراده، وأشكره وأرجو منه الفضل والزيادة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، أما بعد:
فقد كنت ألقيت في بعض المساجد محاضرة عن القمار والميسر لبعض المناسبات، ولم أكن قد أعددت لها تحضيرا أو مراجعة، وإنما قلتها ارتجالا، وقد سُجلت في ذلك الوقت، ثم قام بعض الإخوان بتفريغها في هذه الأوراق، وكتبها على ما بها من نقص وخلل وعدم تنسيق، وذلك لظهور المعنى المطلوب الذي هو التحذير من هذا الكسب الحرام وإقامة الأدلة على المنع منه، وذكر أمثلة مما يلحق به من أنواع الحيل لكسب المال، وإن سميت بأسماء أخرى لأجل ترغيب الجمهور في الانكباب عليها للكسب من ورائهم أموالا طائلة.
ونحن إذ نأذن في نشر هذه الصفحات نأمل من كل مسلم أن يبتعد عن المكاسب المحرمة أو المشتبهة، وأن يقنع بما رزقه الله، ففي الحلال غُنية عن الحرام، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ونحن نعرف أن أهل الدعايات المزيفة وأهل المسابقات والجوائز والبطاقات ونحوها ما قصدوا نفع جماهير المواطنين، وإنما أرادوا الكسب من ورائهم واجتذابهم والإقبال على معاملتهم، وحرمان الآخرين الذين لم يعملوا تلك المسابقات؛ حتى تكسد بضائعهم وتنهار تجاراتهم فينفعون أنفسهم ويضرون إخوانهم، ولو قنعوا بما رزقهم الله واقتصروا على الأسباب المباحة لحصلت لهم الكفاية وأتاهم ما قدر الله لهم وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق: 2، 3] اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، وقنعنا بما رزقتنا، وبارك لنا فيه، واخلف علينا كل فائت بخير، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
21 \ 7 \ 1414 هـ

line-bottom