شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
shape
الصيام آداب وأحكام
81509 مشاهدة print word pdf
line-top
الاستغفار في رمضان

يقول الله تعالى: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وقد تتعجب: من أي شيء يستغفرون؟ أيستغفرون من قيام الليل؟! هل قيام الليل ذنب؟ أيستغفرون من صلاة التهجد؟ هل التهجد ذنب؟ نقول: إنهم عمروا لياليهم بالصلاة وشعروا بأنهم مقصِّرون فختموها بالاستغفار كأنهم يقضون ليلهم كله في ذنوب فهذا حال الخائفين؛ إنهم يستغفرون الله لتقصيرهم.
ويقول بعضهم:
أستغفر الله مـن صيــامي طـول زماني ومن صلاتي
صـوم يـرى كلـه خـروق وصلاة أيمـا صــــلاة
فيستغفر أحدهم من الأعمال الصالحة حيث إنها لا بد فيها من خلل ولذلك يندب ختم الأعمال كلها بالاستغفار بل بالأخص في مثل هذه الليالي، وقد جاء قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث سلمان فأكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غنى لكم عنهما، أما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فلا إله إلا الله، والاستغفار، وأما الخصلتان اللتان لا غنى لكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتستعيذون من النار رواه ابن خزيمة كما سبق .
فهذا ونحوه دليل على أنك متى وفقت لعمل فغاية أمنيتك العفو، وتختم عملك بالاستغفار إذا قمت الليل كاملا فاستغفر بالأسحار، كما مدح الله المؤمنين بقوله: وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ فإذا وُفِّقت لقيام مثل هذه الليالي فاطلب العفو أي: اطلب من ربك أن يعفو عنك، فإنه تعالى عفوّ يحب العفو، والعفُوُّ من أسماء الله تعالى ومن صفاته، وهو الصفح والتجاوز عن الخطايا وعن المخطئين.

line-bottom