إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
محاضرة الإيمان باليوم الآخر
14668 مشاهدة print word pdf
line-top
محاضرة الإيمان باليوم الآخر

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
إنها لمناسبة طيبة، وليلة مباركة، ومجلس عطر يجمعنا بالحبيب إلى قلوبنا شيخنا الفاضل عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الذي طالما تربينا ونهلنا من علمه مقروءا ومسموعا، وها هو اليوم يجلس أمامنا، ويسعدنا بدروسه وبعلمه.
فباسمكم جميعا أحيي فضيلة الشيخ، ونقول: أهلا وسهلا ومرحبا بين أبنائك وإخوانك، في بيت من بيوت الله تعالى، وإنا والله لنشهد الله على حبه وعلى ما نكن له من التقدير والاحترام؛ فهو من علماء الأمة وقادتها الذين نعلم أن الارتباط بهم هو طريق العزة وطريق الفلاح.
فنترككم ولا نطيل عليكم فأنتم في شوق لسماع كلماته المضيئة وتوجيهاته الموفقة، وأترككم مع فضيلة الشيخ ومحاضرة بعنوان الإيمان بالغيب حقيقته وأثره في حياة المسلم. ونعدكم كذلك وتطفلا على الشيخ أن يكون النصيب الأكبر من المحاضرة هو للأسئلة؛ للحاجة الملحة للإخوة؛ لأن كثيرا من الإخوة رغب في إلقاء سؤاله في مناسبة مضت ولكن نقول: إن هذا هو اليوم المناسب لإلقاء هذه الأسئلة ونعدكم متطفلين على الشيخ أن يكون الوقت الأكثر من المحاضرة للأسئلة ونترككم مع فضيلته، جزاه الله خيرا.

line-bottom