إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
لقاءات في دور القوات المسلحة والحرس الوطني
42014 مشاهدة print word pdf
line-top
أمثلة لامتثال الأوامر

فنذكر بعضا من النواهي، وبعضا من الأوامر، وما رُتِّب على فعلها من الجزاء في الدنيا وفي الآخرة.
الأوامر التي أمر الله بها أولها: توحيده، معرفته بأسمائه وصفاته، وكذلك الإقرار بوحدانيته، وهكذا صرف جميع أنواع العبادة له وحده، وهذا أهم المهمات أن تعرف ربك ، أنه الذي خلقك فسواك فعدلك، في أي صورة ما شاء ركبك، وتعرف أنه خلقك لعبادته، وأمرك بتوحيده وطاعته، وتقر له بالأسماء والصفات: الأسماء الحسنى، والصفات العلا، وتعبده بموجبها، فتعبده بموجب اسمه: الله، أنه الإله الحق الذي تَأْلَهُهُ القلوب، وتحبه وتعظمه، وكذلك باسمه: الرحمن، الرحيم، العليم، الحكيم، العزيز، الرحيم، الذي هو على كل شيء قدير، تعترف بذلك، وتعترف بتمام قدرته وعظمته وجلاله وكبريائه؛ وبذلك تكون قد عرفت كيف تعبده، كذلك أيضا تَصْرِفُ جميع أنواع العبادة لله وحده، وتترك عبادة غيره أَيًّا كان ذلك الغير، فلا تلتفت بقلبك إلى مخلوق تُعَظِّمُهُ وتُجِلُّهُ وتحترمه وتصرف له شيئا من العبادة، بل يكون قلبك مُتَوَجِّهًا إلى الله، تحبه وتخافه، وترجوه وتعتمد عليه، وكذلك تستعين به في أمورك كلها، وتدعوه وحده مخلصا له الدين، فهذا أصل الأصول، وأصل الدين الذي أَرْسَلَ الله تعالى به رسله.
كذلك العبادات البدنية: تحافظ على الصلوات، وتحافظ على الصيام، وتؤدي الزكاة، وتؤدي مناسك الحج والعمرة، وكذلك تؤدي الحقوق التي عليك لأبويك ولأولادك ولجيرانك ولإخوانك المسلمين، هذا كله مما أمر الله تعالى به.

line-bottom