إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
حول أركان الصلاة (لقاء مفتوح)
13375 مشاهدة print word pdf
line-top
تفسير قوله: الحمد لله رب العالمين

وسميت سورة الحمد؛ لأنها مبدوءة بالحمد؛ يعني: أولها: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الحمد هو: فعل ينبئ عن تعظيم المنعم؛ بسبب كونه منعما على الحامد وغيره، ويعرفه بعض العلماء بأن الحمد: ذكر محاسن المحمود مع حبه، وتعظيمه وإجلاله، فمعناه أن الإنسان إذا قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فكأنه يقول: أحمد الله وأذكر إنعامه، وأعترف بفضله، حيث أنه أنعم علينا، وتفضل، وأعطانا، وخولنا، فهو المنعم المتفضل على العباد؛ أحمده وحده، فهكذا جاء هذا اللفظ الحمد لله في أول هذه السورة، وكذلك في أول سورة الأنعام، وفي أول سورة الكهف، وأول سورة سبأ، وأول سورة فاطر، يفتتحها الله -تعالى- بالحمد؛ ليعترف العباد بأنه هو المستحق للحمد.
وفي هذه السورة خمسة أسماء من أسماء الله -تعالى- الله، الرب، الرحمن، الرحيم، المالك؛ فيستحضر القارئ هذه الأسماء، فيستحضر أن الرب هو المربي، فإذا قيل لك: من ربك؟ فقل: ربي الله، الذي رباني، وربى جميع العالمين بنعمته؛ أي الذي ربى عباده تربية كاملة، حيث أنعم عليهم حتى نشئوا؛ فهم دائما في نعمته، ربى عباده بنعمه؛ كافرهم، ومؤمنهم، كلهم تربوا على نعمه، وعلى فضله، هذه تربيته لعباده، ربي الله الذي رباني، وربى جميع العالمين بنعمه.
كذلك أنه سبحانه رب العالَمين.
العالَمون هم جميع الخلق؛ لأنهم علم وعلامة، على قدرة من أوجدهم، وخلقهم؛ فهو الخالق لهم، وهم العالَمون، يتفطن لهذه الكلمة؛ فتُُقرأ رَبِّ الْعَالَمِينَ بفتح اللام الذي يقرؤها رب العالِمين، تبطل قراءته؛ لأن الله تعالى رب الخلق كلهم؛ إذا قال: رب العالِمين، فإنها تختص بأهل العلم، ولا يكون ربا لبقية العالم؛ العالم هم الخلق كلهم، حيوانهم، وجمادهم، متحركهم، وساكنهم، كلهم عالم؛ يعني أنهم علم على قدرة من أنشأهم، وخلقهم؛ فأنت تقول: رب العالمين يعني: رب الخلق كلهم.

line-bottom