لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
حول أركان الصلاة (لقاء مفتوح)
7726 مشاهدة
تفسير قوله: صراط الذين أنعمت عليهم

ثم ذكر أهله الذين يسيرون معه، وأشار أيضا إلى أهل الانحراف، فقال: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ أي: طريق المنعَم عليهم، الذي يسيرون عليه أهل النعمة؛ الذين أنعم عليهم، أنعم الله عليهم بالهداية، أنعم عليهم بالتوفيق، أنعم عليهم بالإعانة؛ أعانهم على عبادته، أعانهم على ذكره، وشكره، أعانهم على القيام بحقوقه؛ أنعم الله عليهم، أعانهم بالمشي على هذا الصراط، والاستمرار عليه، وعدم تركه، وعدم الانحراف والميل عنه؛ فهؤلاء هم أهل النعمة الذين أنعم عليهم.
فأنت تسأل ربك أن يجعلك معهم، كأنك تقول: يا رب أنعم علي، واجعلني من أهل المنعم عليهم، الذين أنعمت عليهم، وتفضلت عليهم، واسْلُك بي سبيلهم، ودلني على طريقهم؛ حتى أحشر معهم؛ فإني أحبهم، ومن أحب قوما حشر معهم؛ كذلك ذكر هؤلاء في سورة النساء في قول الله -تعالى- ....
يكونون قد شهدوا لله بشهادة الحق بالوحدانية، ولنبيه بالرسالة، ثم قتلوا شهداء؛ فيكونون من الذين يشهدون على الخلق يوم القيامة. قال الله –تعالى- لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ثم الصالحون الذين أصلحوا أعمالهم؛ أصلحوا أعمالهم، استقاموا فيها، وأنعم الله عليهم بالصلاح، صلاح نياتهم؛ لا ينوون بعبادة إلا رضا الله، وصلاح أقوالهم؛ لا يقولون إلا القول الصالح، وصلاح أعمالهم، صلاحهم في نفقاتهم، صلاحهم في صلاتهم، وفي صيامهم، وفي عباداتهم، وفي أذكارهم، وقراءاتهم، وأدعيتهم، وأورادهم، صالحون؛ فهؤلاء كلهم من الذين أنعم الله عليهم، الذين تقول: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ أي: دلنا على صراط هؤلاء الذين أنعمت عليهم.