لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
السلف الصالح بين العلم والإيمان
16472 مشاهدة print word pdf
line-top
بدعة الخوارج

نحن لا نشك أن عهد السلف وجد فيه مبتدعة، ووجد فيه محدثات، وكَذَبَة ومعاص، ونحو ذلك؛ ولكن كان هناك من يجابهها ومن يقاومها ومن يرد على أهلها ومن يبطل شبههم، ويبطل أعمالهم وحيلهم ولا يبقى لهم أثر، ولا ضرر على الأمة منهم؛ وذلك لكثرة الحق وقوة أهله، فلم يكن للمبتدعة شيء من التأثير.

قد وجد بعض البدع في القرن الأول، فوجدت بدعة الخوارج في عهد الصحابة وقاتلهم علي رضي الله عنه، وقاتلهم بعده الصحابة إلى أواخر القرن الأول.
وبدعة هؤلاء هي من أخف البدع، هي أنهم جعلوا العفو ذنبا والذنب كفرا؛ بحيث إنهم يكفرون بالذنب، ويخرجون المذنب من الإسلام، ويحكمون بأنه حلال الدم والمال، ويخرجونه من دائرة المسلمين، ويحكمون عليه في الآخرة بأنه من أهل النار. هكذا عقيدتهم، وقد جاءت الأحاديث بذمهم، وبيان ما هم عليه من العقيدة السيئة، ورويت تلك الأحاديث واشتهرت.
ولما كان كذلك.. لم يتبعهم أحد من الصحابة، ولا من علماء الأمة؛ وإنما تبعهم من العوام، وبعض المتأولين ممن لم يكن لهم قدم راسخ في العلم الموروث عن الصحابة رضي الله عنهم.

line-bottom