شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
الثمرات الجنية شرح المنظومة البيقونية
57861 مشاهدة print word pdf
line-top
متن المنظومة البيقونية

 
أَبـدَأُ بِـالْحَمْـدِ مُصَلِّيــا عــَلَى مُحَمَّـدٍ خَيـرِ نبــــيٍ أُرْسِــــلاَ
وذِي مِنْ أَقْسَامِ الحَدِيثِ عـــــِدَّة    وكلُّ واحَدٍ أتـى وحَـــــــــدّهْ
أَوَّلُها الصَّحيحُ وهْوَ ما اتَّصــــلْ إِسْنَادُه وَلَـم يُشَذَّ أَوْ يُعَــــــــلّ
يرْوِيهِ عَدْلٌ ضَابطٌ عَنْ مــِثـــلهِ  مُعْتمَدٌ في ضَبْطِهِ وَنقْـــــــــلِهِ
والحَسَنُ المعْرُوفُ طُرْقا وغـــدتْ رجَالهُ لـا كـــالصّحيـح اشتهــرتْ
وكلُّ ما عَن رُتْبَةِ الحُسْنِ قَصــــُر فهــو الضّعِيـفُ وهْوَ أَقْسَـــام كُثرْ
وَمَا أُضِيفَ لِلنَّبي المرْفــــــوعُ وَمَا لِتابعٍ هوَ المقــــــــــطوعُ
وَالمُسْنَدُ المتَّصلُ الإِسنـــادِ مــِن   رَاويـهِ حَتـى المُصْطفــى وَلَـمْ يَبـنْ
وَمَا بِسَمْع كلِّ رَاوٍ يتَّصـــــــِل إسنـادُه لِلمصطفـــى فالمــــتَّصِلْ
مُسَلسلٌ قلْ ما عَلــــى وَصـفٍ أَتى مِثْلُ أَمــَا وَاللهِ أَنبــانِي الــفَتــى
كَذَاكَ قَد حَدَّثنيهِ قَائِــــــــــما أَوْ بَعْدَ أَنْ حدَّثنــي تبسَّمــــــــا
عَزيزُ مَروي اثنين أَوْ ثــلاثـــــهْ مشهــورُ مَرْوي فـــوقَ مــا ثـلاثهْ
مُعنَعنٌ كَعنْ سعيدٍ عن كَــــــــرَم وَمُبْهَمٌ مَــا فِيــهِ رَاوٍ لَـمْ يُســـــم
وكُلُّ مَا قَلَّتْ رِجَالُه عَـــــــــلا وَضِدُّهُ ذَاكَ الذِي قدْ نَـــــــــــزَلا
وَمَأ أَضفتَهُ إلى الأَصْحاَبِ مـِــــنْ   قَوْلٍ وَفِعـلٍ فَهْوَ موقــــوفٌ زُكـــِن
وَمُرْسلٌ مِنهْ الصّحَابيُّ سَقـــــَطْ وقلْ غريـبٌ مــا روَى راوٍ فقـــــطْ
وَكُلُّ مَا لَمْ يَتَّصِلْ بِحَـــــــــال إِسْنَادُهُ مُنقطِعُ الأَوْصَـــــــــــالِ
وَالمُعْضَلُ السَّاقِطُ مِنْهُ اثنَــــــانِ وَما أَتى مُدَلَّسا نوعــــــــــــانِ
الأَوَّلُ الإِسْقَاطُ للشيـــــــخِ وأَنْ يَنقُلَ عمَّـــنْ فوْقَـهُ بعـَـــــن وأَنْ
والثّانِ لا يُسقطهُ لكـن يَصـــــِفْ أوْصَافهُ بِمـا بِـه لـا يَنْعـَــــــرِف
ومَا يُخالِفُ ثقةٌ فِيـهِ المـــــــلا فالشْاذُّ والمقلـوبُ قِسمــــانِ تَــــلا
إبدالُ رَاوٍ مّا بِرَاوٍ قِسْـــــــــمُ  وقَلْبُ إِسْنـَادٍ لِمتنٍ قِسـْــــــــــمُ
وَالفَرْدُ ما قيّدْتَهُ بِثقَــــــــــة أَوْ جمْعٍ أَوْ قْصرٍ علـى رِوَايـــــــــة
وَما بِعِلة غُموض أَوْ خـفَـــــــا مَعَلَّلٌ عِندَهُمُ قَــدْ عُرِفَــــــــــــا
وَذُو اخْتِلافِ سندٍ أَوْ مَتــــــــنِ مُضطَرِبٌ عِنْدَ أُهيلِ الفَــــــــــــنِّ
وِالمُدرَجــاتُ فــي الحـديثِ ما أَتتْ منْ بعـضِ أَلفــاظِ الرُّواةِ اتصلـــــتْ
وَما رَوى كلُّ قرينٍ عن أَخـــــــِهْ مُدبَّجٌ فاعرِفـهُ حَقــا وانتَخــــــــِه
مُتَّفِقٌ لفْظا وَخَطّا مُتفِـــــــــقْ وضــدُّهُ فيمــا ذَكرْنـــا المفتــــرِقْ
مُؤتَلــفٌ مُتّفقُ الخـــطِّ فقَــــطْ  وضــدُّهُ مختلـِفٌ فــاحْشَ الغلَـــــطْ
والمنكرُ الفرْدٌ بـه راوٍ غــــــدا تعْدِيلُهُ لـا يحمِلُ التُّفــــــــــــرُّدَا
متروكُهُ مـا واحدٌ بـه انفـــــرَدْ وأَجمَعُوا لضعفهِ فهـوَ كَــــــــــرَدْ
والكذِبُ المُخْتَلقُ المصنُــــــوعٌ عَلَى النبيِ فذلِكَ الموْضــــــــــوعُ
وقـدْ أَتتْ كالجَوْهَرِ المكْنـــــونِ سمّيتٌهــا مَنظُومَــةَ البَيْقـــــــوني
فـوقَ الثلاثيـنَ بأَربَعٍ أَتــــــت أَبياتُها ثمَّ بخَير خُتِمـَــــــــــــتْ

line-bottom