إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
فوائد من شرح منار السبيل الجزء الثالث
14264 مشاهدة
فصل في نصاب البقر

435\186 (وأقل نصاب البقر )


قال شيخنا -حفظه الله تعالى- والبقر نوعان: بقر، وجواميس.
* * * 436\186 (وأقل نصاب البقر، أهلية كانت أو وحشية...)

قال شيخنا -حفظه الله تعالى- وكيف تزكى الوحشية؟ نقول: بقر الوحش قد يُستولى عليها وتجعل في مكان مُحاط، ويجعل لها أكلها وشربها، لكن لا بد أن تكون سائمة أكثر الحول، حيث إنها قد تُسْتَأْنَس وتألف البقر الأهلي وترعى معه.
* * * 437\186 (... وفيها تبيع -وهو ما له سنة-..)

قال شيخنا -حفظه الله- وفي بعض الروايات: أو تبيعة.
* * * 438\186 (... وفي كل أربعين مسنة).

قال شيخنا -حفظه الله تعالى- وفي مائة وعشرين يلتقي الفرضان، فإن شاء أخرج أربع أتبعة، أو ثلاث مسنات.
فائدة:
نصاب الإبل أقل من نصاب البقر، وذلك عائد لقيمتها وقلتها؛ وذلك لأن الإبل كانت من أنفس الحمر عند العرب فقل نصابها، بخلاف البقر.